
نواف سلام يستقبل عمرو دياب في بيروت
المستقلة/- استقبل رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، مساء السبت، الفنان المصري العالمي عمرو دياب في منزله بمنطقة قريطم ببيروت، قبل ساعات من الحفل المنتظر للنجم المصري على الواجهة البحرية للعاصمة اللبنانية.
اللقاء، الذي حضره عدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية، لم يكن مجرد استقبال بروتوكولي، بل عكس البعد الثقافي والسياسي للزيارة. فقد أشاد سلام بالفنان المصري قائلاً: “بيروت تحبك يا عمرو، وتفرح بقدومك دائماً لأنك تدخل الفرح إلى قلوب أهلها”، في رسالة أراد من خلالها التأكيد على مكانة الفن كجسر يربط بين الشعوب.
من جانبه، عبر دياب عن سعادته بالعودة إلى لبنان بعد غياب طويل دام 12 عاماً حتى عام 2023، مؤكداً حبه الكبير للجمهور اللبناني، وواعداً بتقديم مزيج من أغانيه الكلاسيكية مثل “نور العين” و”تملي معاك”، إلى جانب أحدث أعماله الفنية. كما أهدى “الهضبة” رئيس الوزراء ألبومه الأخير عربون تقدير للاستقبال الرسمي الحافل.
دعم الثقافة في مواجهة الأزمة
مصادر قريبة من مكتب سلام كشفت أن اللقاء تناول أهمية دعم القطاع الثقافي في لبنان، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد. وأكد رئيس الوزراء أن فعاليات من هذا النوع لا تعزز فقط مكانة لبنان كعاصمة ثقافية للمنطقة، بل تساهم أيضاً في تنشيط السياحة ودعم الاقتصاد المحلي في وقت دقيق من تاريخه.
خلفيات سياسية واقتصادية
يأتي هذا اللقاء في مرحلة معقدة يمر بها لبنان، حيث تولى نواف سلام، القاضي السابق في محكمة العدل الدولية، رئاسة الحكومة في يناير الماضي بعد استقالة نجيب ميقاتي. ويرى مراقبون أن استضافة رمز فني عربي بحجم عمرو دياب يشكل محاولة لإبراز صورة إيجابية للبنان كبلد ينبض بالحياة الثقافية، رغم الأزمات المستمرة.
الهضبة.. رمز عربي يتخطى الحدود
يُذكر أن عمرو دياب، المولود في 11 أكتوبر 1961، يعد أحد أبرز نجوم الغناء في العالم العربي وأكثرهم تأثيراً على مدى أربعة عقود. نال سبع جوائز موسيقى عالمية وخمس جوائز بلاتينية، وسجّل رقماً قياسياً في موسوعة غينيس كأفضل الفنانين مبيعاً في الشرق الأوسط. وبفضل أغانيه الشهيرة مثل “نور العين”، “حبيبي ولا على باله” و”يا أنا يا لأ”، أصبح رمزاً للفن العربي المعاصر، ولقّب بلقب “الهضبة”.
ثقافة في مواجهة الانقسام
ورغم الانتقادات التي رافقت حفلاته السابقة في لبنان عامي 2023 و2024 بسبب الفجوة الاقتصادية بين النخبة والجماهير، إلا أن لقاء دياب برئيس الوزراء يُنظر إليه كخطوة لإعادة الاعتبار لدور الفن والثقافة كأدوات لتوحيد المجتمع وفتح نافذة أمل في بلد يواجه أزمات متشابكة.