
تقدم السن وراء فشل تطور الأجنة
المستقلة/- في اكتشاف علمي قد يغيّر مفاهيم طبية استمرت لعقود، كشف علماء أن تقدم عمر المرأة يمثل العامل الأساسي والمباشر وراء توقف تطور الأجنة، بعيداً عن مشاكل الكروموسومات التي ظلت تُعتبر السبب الأبرز لفشل نمو الأجنة وعمليات التلقيح الاصطناعي.
الدراسة التي نشرتها مجلة Aging-US العلمية استندت إلى تحليل واسع شمل بيانات 25,974 جنيناً ناتجاً عن 1,928 دورة تلقيح اصطناعي، مع التركيز على الحالات التي تمتلك مؤشرات عالية لنجاح الحمل، ما يعزز دقة النتائج وموثوقيتها.
أرقام تكشف الحقيقة
أظهرت النتائج أن نسبة توقف تطور الأجنة ترتفع بشكل منتظم مع تقدم عمر الأم، إذ بلغت:
33% لدى النساء دون سن 35 عاماً
44% لدى النساء فوق 42 عاماً
والمفاجأة الكبرى تمثلت في أن معدلات التشوهات الكروموسومية لم تُظهر ارتباطاً قوياً بتوقف نمو الأجنة بعد احتساب عامل العمر، ما ينقض الفرضية الطبية السائدة منذ سنوات طويلة.
عمليتان بيولوجيتان مختلفتان
وأوضح الباحثون أن توقف التطور الجنيني والاختلالات الكروموسومية ناتجان عن مسارات بيولوجية مختلفة، إذ يمكن أن يتوقف الجنين عن النمو رغم امتلاكه العدد الطبيعي من الكروموسومات، بينما قد تستمر بعض الأجنة المصابة بخلل كروموسومي في التطور حتى تصل إلى مرحلة الكيسة الأريمية.
انعكاسات طبية واعدة
تمثل هذه النتائج تحولاً نوعياً في فهم أسباب فشل الحمل، حيث تفتح الباب أمام أبحاث جديدة تركز على العوامل الخلوية والبيئية المرتبطة بعمر المبيض وجودة البويضات، بدلاً من الاكتفاء بتشخيص المشكلات الوراثية.
ويتوقع خبراء الخصوبة أن تسهم هذه المعطيات في تطوير بروتوكولات علاجية أكثر دقة وفعالية، ما يعزز فرص نجاح التلقيح الاصطناعي، خاصة لدى النساء في الأعمار المتقدمة، ويمنح الأطباء أدوات أفضل لاتخاذ قرارات علاجية مبنية على أساس علمي أكثر وضوحاً.
تغيير في المفاهيم الطبية
هذا الاكتشاف لا يغير فقط طريقة تفسير فشل تطور الأجنة، بل قد يعيد رسم خريطة التعامل الطبي مع تأخر الإنجاب، ويوجه الجهود المستقبلية نحو تحسين جودة البويضات ودعم البيئة الحيوية للجنين في مراحله المبكرة.





