منشور الجيش لسنة 1921 اول قانون يصدر في بغداد لتنظيم الجيش العراقي

 

طارق حرب

خبير قانوني

في سلسلة بغداديات وبمناسبة ذكرى تاسيس الجيش العراقي كانت لنا محاضرة عن اول قانون صدر لتمنظيم الجيش العراقي في المركز الثقافي البغدادي لشارع المتنبي في جمعة يوم 2017/1/6 وذكرنا ان يوم 1921/9/3 صدر اول قانون للجيش العراقي باسم منشور الجيش العراقي لسنة 1921 وقد تولى التوقيع على هذا القانون الملك فيصل الاول و عبد الرحمن النقيب رئيس الوزراء وساسون حسقيل وزير المالية .

ويلاحظ ان هذا  القانون صدر بعد مدة قليلة من تتويج الملك فيصل الاول يوم 1921/8/23 وذكر المنشور انه تمت كتابته يوم 1921/8/11 .

واحتوى هذا المنشور على مقدمة ومواد توضح الاحكام القانونية ، والذي يلاحظ على هذا المنشور انه لم يتول تنظيم الخدمة العسكرية فقط وانما نظم العقوبات العسكرية واصول المحاكمات العسكرية .

وقد ورد في مقدمة المنشور ان الجنرال البريطاني السير (بيرسي كوكس) بصفته مندوبا ساميا لبريطانيا في العراق وبعد موافقة مجلس الوزراء اعلن هذا المنشور وفي بداية المنشور تم ذكر بعض التعاريف كاسمه مثلا منشور الجيش العراقي لسنة 1921 وانه يشمل جميع العراق ويطبق على كل فرد من الجيش العراقي وان الضابط تتولى وزارة الدفاع تعيينه ولكن يحتاج الى مصادقة على التعيين من السلطة العليا وان كل من انتظم في الجيش العراقي قبل صدور المنشور ولم يزل مستمرا في الخدمة وكل من سينتظم بعد  صدور المنشور ممن يتقاضى راتبا يطبق عليه هذا المنشور.

كما تضمن ان تعبير العدو يشمل ايضا العشائر المعادية وان الخدمة العسكرية هي خدمة اختيارية تطوعية وليست خدمة الزامية ومدة الخدمة العسكرية ثلاث سنوات للوحدات الراكبة كمنتسبي كتيبة الخيالة وسنتان للوحدات الماشية الراجلة وان وزير الدفاع صاحب الصلاحية في ادارة شؤون الجيش وخوله المنشور صلاحية اصدار انظمة واوامر واصول ادارة الجيش بما فيها التدريب العسكري .

وان تعيين الضباط لا بد ان يقترن بموافقة السلطة العليا بعد موافقة وزير الدفاع اما تعيين ضباط الصف والجنود فهي من سلطة وزير الدفاع وحدد المنشور العقوبات التي تفرض عل الضباط والجنود وهي عقوبات الاعدام والحبس والطرد من الخدمة والحرمان من الاقدمية والتوبيخ والتعنيف.

ويضاف الى هذه  العقوبات عقوبة الجلد بالمقرعة كعقوبة للجنود شريطة ان لا تتجاوز 15 ضربة .

وذكر المنشور الجرائم العسكرية ومنها جرائم العصيان والتامر ضدر القوات البريطانية او ضد الحكومة العراقية والتجاوز بالاعتداء اومخالفة الاوامر او التجاوز على ضابط ارفع رتبة او ترك او تسليم مكان الامكنة التي لا بد من الدفاع عنها او التراسل مع من رفع السلاح بوجه القوات البريطانية او الحكومة العراقية او فر (هرب) او تغيب مدة ثلاثين يوما او نام في نقطة مكلف بحراستها او تركها بدون اذن او ترك الواجب بدون اذن او خالف الاجراءات المناوبة او تجاوز على من ورد مؤونة للجيش او نهب مالا او احدث رعبا او اظهر جبنا او سكر عند القيام بالوظيفة او اعتدى على حارس او لم يستلم الاسرى او ترك مكان التوقيف او كان قليل الطاعة او لم يراقب عمله على الخدمات او ضرب احد افراد الجيش دونه رتبة او عند اضراره بالمواد العسكرية او تمارض او احدث بنفسه مرضا او عاهة او الحق بنفسه الاذى او لم يسلم جميع الاسلحة والمعدات عند الطلب منه او قدم تقريرا كاذبا او ثبت عليه التقصير وغيرها من هذه الجرائم.

وحدد المنشور الصلاحيات العقابية لامر الوحدة العسكرية لامر الفوج ،واوضح احكام قطع الرواتب وقرر ان المجالس العسكرية اي المحاكم العسكرية هي التي توقع العقوبات واشترط المنشور اجتماع اعضاء المجلس العسكري بالنسبة لعقوبة الاعدام.

وهكذا بعد ان كانت الدولة العثمانية تدعو اهل بغداد للقتال مع الجيش العثماني داخل العراق او خارج العراق برفع شعار (سفربرلك وار عسكر اولنار سلاح باشنا) حيث تم تشكيل الجيش العراقي في 6 كانون الثاني عام 1921  زمن الوزارة الاولى التي شكلها عبد الرحمن النقيب في 1920/10/25 وكان وزير الدفاع الفريق جعفر العسكري ووكيل وزير الدفاع العقيد نوري باشا السعيد .

وتم فتح باب التطوع في الجيش وسكن اوائل المتطوعين في دار عبد القادر الخضيري في السنك وبعد ذلك انتقلوا الى دار المشيرية في القشلة وبعد ان سكن بها الملك في هذه الدار انتقلوا الى الكرنتينة في باب المعظم اي المحجر الصحي حيث تم اكمال تشكيل فوج موسى الكاظم وهو اول فوج في الجيش الذي انتقل بعد ذلك الى خان الكابولي في الكاظمية وهو خان ومحل سكن للافغان الذين يزورون الامام الكاظم.

وبعد تشكيل الفوج الثاني في بغداد في 1921/8/17 انتقل الفوج الاول من بغداد الى الحلة وكان المتطوعون في الجيش الاكثر من كربلاء والبصرة والخالص .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Betzoid Showcases: New $300 No Deposit Bonus Casinos in Australia