تسريبات صوتية مزعومة للسوداني تُربك المشهد السياسي قبيل الاقتراع الخاص

التسريبات تهدد صورة السوداني قبيل الانتخابات!

المستقلة / بغداد – قبل ساعات فقط من انطلاق التصويت الخاص ضمن الانتخابات العراقية، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي تسريبات صوتية منسوبة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ما أثار جدلًا سياسيًا وإعلاميًا واسعًا، وسط اتهامات متبادلة بين أطراف متنافسة بمحاولة التأثير على توجهات الرأي العام في اللحظات الحاسمة.

التسريبات، التي لم يتم التحقق من صحتها حتى الآن، جاءت في توقيت وصفه مراقبون بـ”المدروس”، إذ تزامن مع بدء استعداد القوات الأمنية والنازحين ونزلاء السجون للإدلاء بأصواتهم، ما أضفى على الحدث طابعًا بالغ الحساسية. وقد رأت جهات سياسية أن نشر هذه المواد الصوتية في هذا التوقيت يدخل ضمن ما يُعرف بـ”حرب التسقيط الانتخابي”، وهي ظاهرة تتكرر قبيل كل عملية اقتراع، حيث تلجأ بعض القوى إلى استخدام التسريبات أو الإشاعات كأدوات لضرب خصومها سياسيًا.

وعلى الرغم من انتشار التسجيلات على نطاق واسع، إلا أن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء لم يُصدر أي تعليق رسمي حتى لحظة إعداد التقرير، في حين اعتبرت مصادر قريبة من الحكومة أن ما يجري هو “محاولة مكشوفة ومكررة للتشويش على الصورة العامة للسوداني”، مشيرة إلى أن مثل هذه الأساليب تكشف هشاشة أدوات المنافسة لدى بعض الأطراف التي لم تجد سبيلاً سوى اللجوء إلى التشويه الإعلامي قبيل صناديق الاقتراع.

تباينت ردود الأفعال بين من اعتبر التسريبات دليلاً على وجود صراعات داخلية وتآكل في الخطاب السياسي، وبين من حذّر من خطورة تسييس الإعلام واستغلاله للتأثير على الناخبين بطريقة غير أخلاقية. ويرى مختصون في الشأن الانتخابي أن هذه الحملة تأتي في سياق أكبر من محاولات إرباك الناخب وزرع الشك في أذهانه تجاه مؤسسات الدولة، وتحديدًا السلطة التنفيذية، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الثقة العامة في العملية الانتخابية.

في المقابل، دعت منظمات مدنية ومراقبون محليون إلى ضرورة التزام القوى السياسية بأخلاقيات التنافس الديمقراطي، ومراعاة أهمية الحفاظ على بيئة انتخابية نظيفة، خاصة مع دخول البلاد مرحلة دقيقة تتطلب تعزيز ثقة المواطن بالمؤسسات وبآليات التداول السلمي للسلطة.

وبينما يتجه العراقيون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية، تتزايد المطالب بضرورة تدخل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لضبط الخطاب الإعلامي، والتصدي لحملات التشويه والتسقيط، التي قد تؤثر بشكل مباشر على نزاهة الانتخابات العراقية ومصداقيتها أمام الرأي العام المحلي والدولي.

تبقى الكرة الآن في ملعب الناخب العراقي، الذي يواجه معركة مزدوجة: ليس فقط في اختيار من يمثله داخل البرلمان، بل أيضًا في التمييز بين الحقيقة والدعاية، وبين التنافس المشروع والتضليل السياسي، في مشهد انتخابي لا تنقصه التعقيدات ولا المفاجآت.

زر الذهاب إلى الأعلى