
فقدت 30٪ من قيمتها..ماهي أسباب انهيار الليرة التركية؟
المستقلة/أمل نبيل/ شهدت أسعار الليرة التركية انهيارا حادا أمام الدولار منذ مايزيد على شهرين،وهي أكبر نسبة انخفاض في الليرة التركية منذ عام 1999.
وتراجعت أسعار الليرة بنسبة 30% مقابل الدولار منذ بداية العام الجاري.
ويرجع انهيار الليرة التركية لعدة أسباب منها تزايد المخاوف من نفاد احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي، وكذلك التدخلات الرئاسية في سياسة تحديد سعر الصرف، وتزايد معدل الاقتراض خاصة من قبل شركات القطاع الخاص، فضلا عن تراجع الاستثمارات وتراجع السياحة وتبعات جائحة كورونا والسياسات الخارجية لأردوغان.
أسباب تراجع الليرة التركية:
أولا: سعر الفائدة
منذ أبريل الماضي،خفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة 8 مرات ، وهو ما أثر على العملة التركية وأدى الى ترنحها صعودا وهبوطا، بسبب اعتقاد أردوغان أن أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي إلى ارتفاع التضخم.
وفي سبتمبر الماضي رفع البنك المركزي أسعار الفائدة 2٪ الى 10.25٪ للمرة الأولى منذ عامين.
وثبت البنك المركزي أسعار الفائدة في اجتماعه الأسبوع الماضي.
ويساهم رفع سعر الفائدة في جذب استثمارات الأفراد للبنوك، ويقلل من عملية تداول الكاش مما يرفع من قيمة العملة.
ثانيا: انخفاض احتياطي النقد الأجنبي
تراجع إجمالي احتياطيات النقد الأجنبي لتركيا باستثناء الذهب، أكثر من 40%، إلى 44.9 مليار دولار في 4 سبتمبر.
وارتفع العجز التجاري للبلاد الى 6.31 مليار دولار بنسبة زيادة 170٪.
السياسات الخارجية للرئيس التركي
يتخوّف المستثمرون من فرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا، عقب إجراء أنقرة تجارب بصواريخ “إس 400″، روسيّة الصنع،فضلا عن اعلان أردوغان دعمه لايران ضد العقوبات الأمريكية المفروصة عليها.
كما تواجه تركيا خطر فرض عقوبات أوربية إزاء التوتر المتصاعد شرقيّ البحر المتوسط، بعد تحذيرات أطلقتها بروكسل لأنقرة إثر تمديدها فترة عمليات المسح التي تجريها سفينتها “أوروتش رئيس”، حتى الرابع من نوفمبر المقبل.
ويدرس الاتحاد الأوروبي في ديسمبر المقبل فرض عقوبات ضد أنقرة.
اغراق السوق المحلية بالليرة التركية
وعزا أستاذ الإدارة المالية في أكاديمية باشاك شهير، الدكتور فراس شعبو، تراجع الليرة التركية الي قيام الحكومة التركية بضخ 200 مليار ليرة في السوق المحلية خلال أزمة كورونا وهو ماساهم في انخفاض قيمة العملة بسبب زيادة المعروض منها
بالاضافة الى تراجع حركة السياحة ومعدلات الصادرات.
ويعقد البنك المركزي التركي اجتماعا يوم 19 نوفمبر المقبل لبحث أسعار الفائدة،
وقال محافظ البنك المركزي الجديد ناجي اغبال ان الهدف الأساسي للبنك هو تحقيق استقرار سعر صرف الليرة والحفاظ عليه. ” إن البنك المركزي سيستخدم بشكل حاسم جميع أدوات السياسة سعيا لتحقيق هدف استقرار الأسعار”، مضيفا أنه ستتم مراجعة أسعار الفائدة الحالية قبل الاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية .