حنين السلمان.. مبتكرة الألعاب اللوحية التي تقهر إدمان الهواتف في العراق

المستقلة/-في عالم يسيطر عليه الهاتف المحمول والشاشات الإلكترونية، برزت الصيدلانية العراقية حنين السلمان كمثال حي على كيف يمكن للهواية أن تتحول إلى مشروع مبتكر يسعى لتغيير العادات الاجتماعية وتعزيز التفاعل الأسري.

فحنين، التي تحمل شهادة في الصيدلة، لم تسمح لتخصصها الأكاديمي أن يقيد شغفها بالألعاب اللوحية والورقية، بل عملت على تطوير هذه الهواية وتحويلها إلى شركة متخصصة تحمل اسم “نابو ستوديو”.

بدأت حنين هوايتها منذ صغرها، ومع تخرجها في العام 2022، شرعت في شراء الألعاب من الخارج وتسويقها في العراق عبر الإنترنت. ومع الوقت، أسست مع زوجها الشركة التي تهدف إلى إنتاج ألعاب محلية مبتكرة تجمع العائلة والأصدقاء بعيداً عن الشاشات، وتعمل على تعزيز التفكير والمهارات الاجتماعية لدى الأطفال والشباب.

وتوضح حنين أن الهدف من هذه الألعاب ليس التسلية فحسب، بل خلق مساحة تفاعلية تحفز على التواصل بين أفراد الأسرة والأصدقاء، بعيداً عن الإدمان الرقمي الذي أصبح منتشرًا بشكل كبير في العراق، حيث بلغ الإنفاق على الألعاب الإلكترونية نحو 900 مليون دولار في 2023، ما يجعل السوق العراقية واحدة من الأكثر نشاطاً في المنطقة.

تابع وكالة الصحافة المستقلة على الفيسبوك .. اضغط هنا

وقد توسع عمل الشركة ليشمل التعاون مع رسامين ومطورين لإنتاج ألعاب محلية مبتكرة. ومن أبرز المشاريع القادمة، لعبة “أبطال ووحوش” التي سيتم تصديرها بنهاية العام الجاري، لتصبح أول لعبة لوحية عراقية مصممة بالكامل محلياً.

تتميز الألعاب اللوحية والورقية بأنها تعتمد على التفكير الاستراتيجي وتحريك القطع على الطاولة، بينما الألعاب الورقية تعتمد على استخدام البطاقات، ومن أشهرها: الشطرنج، الباك جامون، الغو الصينية، وألعاب الورق التقليدية مثل الطرنيب والبلوت. وقد ساهمت هذه الألعاب في انتشار ثقافة اللعب التفاعلي في المقاهي والمطاعم ببغداد، حيث خصص العديد من أصحاب المحال ركنًا لهذه الألعاب لتشجيع الزبائن على التفاعل بعيدًا عن الهواتف.

كما أطلقت حنين تطبيق “لمّة”، الذي يمكّن المستخدمين من ممارسة الألعاب بطريقة رقمية تفاعلية، ما يجمع بين مزايا الألعاب التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، ويهدف لتقليل الاعتماد على الشاشات بطريقة مسلية وآمنة للأطفال.

تجربة حنين السلمان تمثل نموذجًا ملهمًا في العراق، يبرز كيف يمكن للهواية أن تتحول إلى مشروع اقتصادي واجتماعي ناجح، ويعيد تعريف العلاقة بين الشباب والتكنولوجيا من خلال تعزيز مهارات التفكير والمرح الجماعي.