
تزايد اعداد الدول التي تعترف بدولة فلسطين
المستقلة/- مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في محاولة لالغاء وجوده وحقه في أراضيه تصاعدت اعداد الدول التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
أعلنت 5 دول جديدة الاعتراف بفلسطين، اثناء انعقاد مؤتمر “حل الدولتين” في الأمم المتحدة، برئاسة السعودية وفرنسا.
حيث أعن أمير موناكو، ألبير الثاني، اعتراف بلاده بدولة فلسطين، وقال في كلمته أمام المؤتمر إن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام.
بلجيكا
من جانبه، أعلن رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، اعتراف بلاده بدولة فلسطين، مؤكدا أن هذا الاعتراف لا يعد أبدا مكافأة للإرهاب.
لوكسمبورغ
كما أعلن رئيس وزراء لوكسمبورغ لوك فريدن، الاعتراف بفلسطين، مشددا على أن القرار ليس موجها ضد إسرائيل، ولكن هدفه تحقيق السلام.
مالطا
واتخذ القرار ذاته رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا، الذي شدد على ضرورة وقف الإبادة الجماعية في غزة، مؤكدا ضرورة تنفيذ حل الدولتين.
أندورا
وكذلك أعلنت ماريا أوباخ فونت، وزيرة خارجية إمارة أندورا، الاعتراف بفلسطين، مشددة على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام.
وبذلك تكون غالبية دول القارة الأوروبية بدولة فلسطين قد أعلنت اترافها بدولة فلسطين عبر إعلانات رسمية، الاثنين في نيويورك، بعد قرابة عامين من الحرب في قطاع غزة.
وكانت القيادة الفلسطينية قد أعلنت قيام دولة فلسطين من المنفى في الجزائر عام 1988 .
الدول التي تعرف بدولة فلسطين
بحسب إحصاء لوكالة الأنباء الفرنسية، اعترفت 151 على الأقل من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين.
واستكملت ست دول أوروبية، هي فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وأندورا وموناكو، ببيانات رسمية في الأمم المتحدة الاثنين، هذه القائمة التي امتدت الأحد من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال.
وتضم القائمة روسيا والدول العربية وكل دول إفريقيا وأميركا اللاتينية تقريباَ، والأغلبية العظمى من الدول الآسيوية، بما فيها الهند والصين.
وأصبحت الجزائر أول دولة تعترف رسمياً بدولة فلسطين في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 1988، بعد دقائق من إعلان زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات من جانب واحد قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وفي الأسابيع والأشهر اللاحقة، حذت عشرات البلدان الأخرى حذوها، ثم في أواخر العام 2010 ومطلع العام 2011 جاءت موجة أخرى من الاعترافات.
وأدت الحرب على غزة إلى دفع 13 بلداً آخر إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
الدول التي لا تعترف بدولة فلسطين
39 دولة على الأقل بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاء لهما. وترفض حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة قيام دولة فلسطينية رفضاً قاطعاً، وعام 2024 صوت البرلمان الإسرائيلي على قرار ضد إنشائها.
وفي آسيا، فإن اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة من بين الدول التي لا تعترف بفلسطين، وكذلك الكاميرون في إفريقيا وبنما في أميركا اللاتينية، ومعظم بلدان أوقيانوسيا.
أما أوروبا، فهي القارة الأكثر انقساماً بشأن هذه القضية، وهي منقسمة بنسبة تقارب 50-50 بشأن إقامة دولة فلسطينية.
حتى منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، كانت الدول الوحيدة التي تعترف بدولة فلسطين إلى جانب تركيا، دول الكتلة السوفياتية السابقة.
لكن الآن، لا تعترف بعض دول الكتلة الشرقية السابقة، مثل المجر وتشيكيا بدولة فلسطينية على المستوى الثنائي.
وحتى الآن كانت دول غرب أوروبا وشمالها متحدة في عدم الاعتراف، باستثناء السويد التي أعلنت اعترافها في العام 2014.
لكن الحرب في غزة قلبت الأمور رأساً على عقب، فيما سارت النرويج وإسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا على خطى السويد واعترفت بدولة فلسطين عام 2024، قبل أن تقوم المملكة المتحدة والبرتغال بالشيء نفسه الأحد.
ولا تخطط إيطاليا وألمانيا للاعتراف بدولة فلسطين.
ماذا يعني الاعتراف بدولة فلسطين؟
وصف رومان لوبوف، أستاذ القانون الدولي في “جامعة إكس مارسيّ” في جنوب فرنسا، الاعتراف بدولة فلسطين بأنه “أحد أكثر المسائل تعقيداً” في القانون الدولي.
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية إن الدول حرة في اختيار توقيت وشكل الاعتراف، مع وجود اختلافات كبيرة صريحة كانت أو ضمنية.
وبحسب لوبوف، لا يوجد “مكتب لتسجيل الاعترافات”. وأوضح: “تدرج السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية كل ما تعتبره اعترافاً في قائمتها الخاصة، لكن من وجهة نظر ذاتية بحتة. وبالمثل، ستعلن دول أخرى اعترافها أو عدمه من دون الحاجة إلى تبرير قرارها”.
لكن هناك نقطة واحدة يكون فيها القانون الدولي واضحاً تماماً في هذا الشأن وهو أن “الاعتراف لا يعني أن الدولة أنشئت، مثلما أن عدم الاعتراف لا يمنع الدولة من أن تكون موجودة”.
ورغم أن الاعتراف يحمل ثقلاً رمزياً وسياسياً إلى حد كبير، فإن ثلاثة أرباع الدول تقول “إن فلسطين لديها كل المتطلبات اللازمة لكي تكون دولة”.
وكتب المحامي وأستاذ القانون الفرنسي البريطاني فيليب ساندز في صحيفة “نيويورك تايمز” في منتصف أغسطس (آب) 2025 “أعلم أن هذا يبدو رمزياً بالنسبة إلى كثر، لكن في الواقع، من الناحية الرمزية، فهو بمثابة تغيير في قواعد اللعبة”.
وأوضح: “لأنك بمجرد الاعتراف بدولة فلسطينية.. فإنك تضع فلسطين وإسرائيل على قدم المساواة من حيث معاملتهما بموجب القانون الدولي”.