التسويق الاجتماعي لثقافة النزاهة

د. محمد وليد صالح

لا يقتصر دور المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ووسائل الإعلام على تسليط الأضواء على موضوعات النزاهة والشفافية، بواسطة عرض القضية للرأي العام وإثارتها وإنما في التوعية بانعكاساتها كنوع من الحماية الاجتماعية.

إذ إن أهمية الإعلام في تسويق ثقافة النزاهة للمجتمع عبر المؤسسات الجامعية في العراق، بالنظر لدورها الأوسع في تلك العملية بعدّها حلقة الوصل الرئيسة بين المؤسسة بمفاصلها الإدارية والعلمية والمجتمع، فوظيفة الإعلام تقديم المعلومات للفرد التي يستفيد منها في حياته العامة، ووظيفة التعليم تقديم نوعاً من المعلومات المنهجية أما لتدعيم التعليم الرسمي، أو تقديم معلومات تكسب الفرد مهارات جديدة في إطار التعليم غير الرسمي.

والإدارة موردٌ من موارد المجتمع لما لها من تأثير مباشر في تحقيق الأهداف سواء أكانت الشخصية أم المؤسساتية أم الوطنية والدولية، التي تشمل على نماذج من العمل والتفكير والإحساس التي تسود أفراد المجتمع ويعتمدون عليها، فالإدارة والمؤسسات تتطلب توافر أفراد قادرين على التفاعل مع حاجاتها، ومن مستلزماتها في المجتمعات الحديثة توافر فرصة النظر إلى الأهداف الاستراتيجية والأهداف التكتيكية في آن واحد، ومقاربة نتائج التنبؤات مع الجهود المنظمة لمعالجة اسباب الانحرافات المحتملة، فضلاً عن استجابة هياكلها والتعايش مع حالة مزدوجة بين مركزية سلطة القرار ولا مركزية سلطة التنفيذ، كذلك إشراك فريق العمل في مناقشة الأهداف والوسائل والأساليب وصولاً للهدف المقصود.

وهذا أمر حاصل بالنسبة للمجتمعات التي تسير في ركب التطور المعرفي العلمي حتى يكون لها موقع في سباق النهضة الأكثر أهمية بالنسبة للمجتمعات المتأخرة، وعلى الرغم من تنوع الآراء وتعددها حول الفلسفة التي يرتكز عليها الإعلام، فانه من الضروري ان يتطور على أساس علمي صحيح، وينبغي ان تأخذ وسائط الاتصال في الوقت الحاضر بعداً جديداً يختلف عن البعد التقليدي في نقل الأفكار والآراء والمشكلات والخبرات والتجارب الذي درجت عليه فتصبح أداتاً للتواصل الاجتماعي.

وبالتزامن بين اسبوع النزاهة العراقي السنوي واليوم العالمي لمكافحة الفساد بالذكرى السنوية الثانية والعشرين لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بتاريخ 31 تشرين أول اكتوبر 2003، تنبثق عملية التسويق لهذه الجهود في المجال الوقائي للابتعاد عن مظاهر الفساد وأنواعه بواسطة تنمية ثقافة الشفافية ضمن المجال العلاجي وتطويره، فضلاً عن القدرة والإمكانية لمواجهتها والتوعية بمخاطرها على المجتمع، سواء عبر وسائط الاتصال المكتوبة أو المرئية والمسموعة أو التفاعلية الإلكترونية، نشر ثقافة النزاهة والشفافية وقيمها في المجتمع ودعم مؤسساتها ومشروعاتها المستقبلية، ودورها الذي يساعدها على أداء رسالتها في خدمة المجتمع.

وبالنظر إلى أسلوب التخطيط للنشاطات التسويقية السياسية والمتضمن وضع استراتيجيات وسياسات وبرامج ممنهجة ومتسقة، وفقاً للتوجيه من اجل تنفيذها وثم الرقابة على التنفيذ بالشكل الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، كما يتطلب النشاط التسويقي توافر الأطر البشرية من اجل البدء بحملة إعلامية عن امكانية استرجاع القيم والمراكز الثقافية والمهرجانات السياحية السنوية بهدف إنعاش الذاكرة، ومواصلة بناءها من الخطوة الأولى الصحيحة، وفسح المجال أمام الطاقات الابداعية واستشراف نور ثقافة الشفافية والحرية لبناء عراق متجدد.

زر الذهاب إلى الأعلى