
واشنطن تفرض عقوبات على شخصيات وشركات عراقية مرتبطة بالحرس الثوري
المستقلة /- أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس، عن حزمة عقوبات جديدة استهدفت شخصيات مصرفية وشركات عراقية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وكتائب حزب الله، في خطوة وصفتها بأنها تهدف إلى “تفكيك شبكات الفساد وغسل الأموال التي تمكّن الجماعات المسلحة من العمل داخل العراق وخارجه”.
وأكدت الوزارة في بيان أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) اتخذ إجراءات ضد أفراد وشركات “تساعد النظام الإيراني على التهرب من العقوبات الأميركية، وتهريب الأسلحة، والانخراط في فساد واسع النطاق داخل الاقتصاد العراقي”. وأشارت إلى أن الجماعات المدعومة من إيران تعتمد على وكلائها من الميليشيات العراقية لاختراق مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية، مشددة على مسؤوليتها عن “مقتل مواطنين أميركيين وشن هجمات على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة”.
استهداف “شركة المهندس”
وشملت العقوبات شركة “المهندس العامة للمقاولات والزراعة والصناعة”، التي تعتبر الذراع الاقتصادي لكتائب حزب الله. وأوضح البيان أن الشركة، التي يسيطر عليها القيادي عبد العزيز المحمداوي المعروف بـ “أبو فدك”، استغلت عقوداً حكومية لتحويل الأموال من مؤسسات الدولة إلى واجهات تجارية، بينها شركة “بلدنا للاستثمارات الزراعية”، بهدف تمويل أنشطة الفصائل المسلحة وعمليات تهريب السلاح بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني.
وأكدت الخزانة الأميركية إدراج الشركتين على قائمة العقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 لدعمهما المادي والمالي للحرس الثوري وكتائب حزب الله.
مسؤولون مصرفيون ضمن العقوبات
وشملت الإجراءات ثلاثة مديرين تنفيذيين في مصارف عراقية اتُّهموا بإساءة استخدام مواقعهم لصالح الحرس الثوري الإيراني وعصائب أهل الحق، واستغلال النظام المالي العراقي لغسل الأموال وتهريب العملة وتمويل جماعات إرهابية.
ومن بين المشمولين بالعقوبات رجل الأعمال علي محمد غلام حسين الأنصاري، الذي استغل نفوذه في المصارف العراقية لتوليد ملايين الدولارات لصالح الحرس الثوري وكتائب حزب الله، إضافة إلى الشقيقين علي وعقيل مفتن خفيف البيداني، اللذين اتهما بغسل عشرات الملايين من الدولارات وتهريب النفط والمخدرات، واستغلال موقع عقيل مفتن كرئيس للجنة الأولمبية العراقية لأغراض مالية غير قانونية.
شبكات تجسس داخل العراق
ونبهت وزارة الخزانة إلى أن كتائب حزب الله والحرس الثوري الإيراني نفّذا منذ مطلع 2025 عمليات منسقة لجمع معلومات استخباراتية عن القوات الأميركية داخل العراق، بقيادة القيادي حسن قحطان السعيدي، عبر شبكة تضم أفراداً من الحشد الشعبي، كان من بينها نجله محمد وهيثم صبيح سعيد.
إجراءات العقوبات وأهدافها
وأكدت الوزارة أن جميع الأصول العائدة إلى الأفراد والكيانات المشمولة بالعقوبات والموجودة داخل الولايات المتحدة أو تحت سيطرة أميركية سيتم تجميدها فوراً، كما تُحظر أي معاملات مالية معهم. وأشارت إلى أن أي مؤسسة مالية أجنبية تتورط في تسهيل تعاملات مع الأشخاص المشمولين بالعقوبات قد تواجه إجراءات ثانوية تشمل تقييد تعاملاتها داخل الولايات المتحدة.
وختم البيان بتأكيد وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي، أن “الولايات المتحدة ستواصل العمل على تعطيل الشبكات المالية التي تموّل الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران”، مضيفاً أن “قطع مصادر تمويلها ضروري لحماية أرواح الأميركيين وأمن المنطقة”.