
لقاح تجريبي جديد يَعِد بحماية شاملة ضد جميع سلالات إنفلونزا الطيور
المستقلة/- في إنجاز علمي قد يُحدث تحولاً جذرياً في مكافحة الأوبئة المستقبلية، طور فريق من العلماء لقاحاً تجريبياً جديداً يُعتقد أنه قادر على توفير حماية شاملة ضد جميع سلالات إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض من نوع (A5)، بما في ذلك السلالات التي لم تظهر بعد.
ويتميّز هذا اللقاح بإمكانية إعطائه بجرعة واحدة فقط، ما يجعله سلاحاً محتملاً ضد خطر جائحة عالمية مستقبلية، ويقلل من الاعتماد على إنتاج لقاحات منفصلة لكل سلالة جديدة كما هو الحال في الأنظمة الحالية.
وتُعد فيروسات إنفلونزا الطيور A5 من أبرز التهديدات الصحية على مستوى العالم، إذ تسببت في تفشيات واسعة بين الطيور والدواجن والأبقار، كما انتقلت في بعض الحالات إلى البشر مسببة أمراضاً خطيرة ووفيات، ما جعلها مصدر قلق دائم لدى الهيئات الصحية الدولية.
تابع وكالة الصحافة المستقلة على الفيسبوك .. اضغط هنا
الفريق البحثي، بقيادة العالمة ماتيلد روشارد من المركز الطبي بجامعة إيراسموس في هولندا، اعتمد نهجاً علمياً مبتكراً لتصميم اللقاح، حيث أنشأ خريطة ثلاثية الأبعاد دقيقة توضح كيف تغيّر بروتين الهيماغلوتينين (HA) في فيروسات A(H5) على مدى العقود الماضية. ويُعد هذا البروتين مفتاح دخول الفيروس إلى الخلايا البشرية وأحد أهم الأهداف المناعية في اللقاحات.
باستخدام هذه الخريطة، صمّم العلماء بروتين HA مركزياً مستضدياً يمثل الخصائص المشتركة بين جميع سلالات فيروس A(H5)، بحيث يحفّز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة قادرة على التعرف على طيف واسع من الفيروسات، بما فيها الأنواع التي قد تظهر مستقبلاً.
وعند اختبار اللقاح على حيوانات النمس – وهي النموذج الأقرب لدراسة الإنفلونزا لدى البشر – أثبت اللقاح فعالية واسعة، إذ وفر حماية قوية ضد عدة سلالات مختلفة من H5، وكان تأثيره مشابهاً أو أفضل من اللقاحات التقليدية المصممة لكل سلالة على حدة.
وأكد الباحثون في دراستهم أن هذه التقنية تمثل “دليلاً عملياً على إمكانية تصميم لقاحات شاملة باستخدام رسم الخرائط المستضدية”، مشيرين إلى أنها قد تمتد لتشمل فيروسات إنفلونزا حيوانية أخرى في المستقبل.
ورغم أن النتائج حتى الآن واعدة، فإن العلماء شددوا على أن اللقاح لا يزال في مرحلة التجارب ما قبل السريرية، ويتطلب اختبارات بشرية موسعة للتأكد من سلامته وفعاليته قبل اعتماده، لكنهم يرون فيه خطوة مهمة نحو تطوير جيل جديد من اللقاحات الوقائية القادرة على مواجهة تهديدات الإنفلونزا العالمية المقبلة.





