
الصجري: غياب العراق عن مؤتمر غزة يظهر مدى فشل السوداني في ملف العلاقات الخارجية
المستقلة / – اعتبر وزير الدولة لشؤون العلاقات الخارجية السابق، علي الصجري، أن غياب العراق عن قمة شرم الشيخ بشأن غزة ليس مجرد تفصيل بروتوكولي، بل دليل واضح على فشل الحكومة الحالية في تثبيت موقع العراق على الخارطة الإقليمية والدولية، محمّلاً رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المسؤولية المباشرة عن تراجع حضور العراق الخارجي.
وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، قال الصجري: ان “غياب العراق عن قمة غزة يُظهر بالدليل القاطع مدى فشل السوداني في تثبيت موقع العراق كمحور إقليمي مؤثر. يبدو أن حقبة السوداني لن تتكرر، فالعزلة السياسية إقليميًا ودوليًا أصبحت العنوان الأبرز لحكومته.”
وتأتي هذه التصريحات عقب استبعاد الحكومة العراقية من المشاركة في قمة شرم الشيخ، التي تنعقد بمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، بدعوة مشتركة من مصر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف الحرب في قطاع غزة. ويُعد هذا المؤتمر من أبرز التحركات الدبلوماسية في المنطقة منذ تصاعد الصراع الأخير بين إسرائيل وحركة حماس، ما يسلّط الضوء على مدى تهميش العراق في القضايا الإقليمية الكبرى.
وبحسب مراقبين، فإن تغريدة الصجري تُعبّر عن موقف متصاعد داخل الأوساط السياسية العراقية التي بدأت تُبدي قلقها من الأداء الضعيف للسياسة الخارجية العراقية، في ظل إدارة السوداني. ويرى هؤلاء أن بغداد أصبحت بعيدة عن التأثير الحقيقي في مجريات الأحداث المصيرية، بالرغم من تاريخها الطويل في دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
تغريدة الصجري فتحت النقاش مجددًا حول موقع العراق في النظام الإقليمي المتحوّل، خصوصًا في ظل إعادة تشكيل التحالفات والمسارات السياسية في المنطقة، حيث يلاحظ مراقبون أن العراق لم يعد يُستشار أو يُدعى للمشاركة في المبادرات الكبرى، وهو ما يُعد انعكاسًا لقصور دبلوماسي واضح في عهد الحكومة الحالية.
يُذكر أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني سبق وأن أكد في عدة مناسبات حرصه على تبنّي سياسة خارجية “متوازنة ومستقلة”، إلا أن نتائج هذه السياسة لم تظهر حتى الآن على أرض الواقع، وسط انتقادات مستمرة بعدم تفعيل الدور العراقي في المحافل الدولية، وغياب الاستراتيجية الواضحة في التعامل مع الأزمات الإقليمية.
وفي ظل غياب أي رد رسمي من الحكومة العراقية أو وزارة الخارجية بشأن استبعاد العراق من قمة شرم الشيخ، تزداد التكهنات حول عزلة متصاعدة تعيشها بغداد على المستوى الإقليمي، الأمر الذي قد تكون له تداعيات خطيرة على تموضع العراق السياسي، خاصة في ملفات تتعلق بالأمن القومي والحدود والمياه.
تغريدة الصجري لم تكن مجرد رأي شخصي، بل تعكس تحذيرًا مبكرًا من خسارة العراق لدوره الطبيعي كلاعب مؤثر في المنطقة، وهو ما يستدعي – بحسب مراقبين – مراجعة شاملة لسياسة الحكومة الحالية في التعاطي مع الملفات الخارجية، قبل فوات الأوان.