داعش يحاول من خلال ماكنته الإعلامية التودد والتوسل لمنع هجرة الكفاءات
(المستقلة)… كشفت صحيفة أميركية عن زيادة مظاهر اضطراب داعش من جراء تفاقم ظاهرة هجرة الكفاءات من المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا، مبينه أنه يحاول من خلال ماكنته الإعلامية التودد والتوسل بالأطباء والمدرسين وغيرهم من ذوي المهارات من المسلمين الذين يسعون للهجرة من العراق وسوريا بنحو متزايد لإقناعهم بالعدول عن ذلك.
وقالت صحيفة الوول ستريت جورنال الأميركية في تقرير لها تابعته (المستقلة) اليوم الاربعاء إن “داعش يحاول من خلال ماكنته الإعلامية التودد والتوسل بالأطباء والمدرسين وغيرهم من ذوي المهارات من المسلمين الذين يسعون للهجرة من العراق وسوريا بنحو متزايد، لإقناعهم بالعدول عن ذلك”، مشيرة إلى أن “موجات الهجرة تلك تهدد بإضعاف جهود التنظيم الرامية لتجنيد المقاتلين الأجانب، وتحرمه من ذوي المهارات الذين يحتاجهم في تمشية أمور دولة الخلافة المزعومة”.
وأضافت الصحيفة أن “داعش أنتج منذ اواسط أيلول المنصرم، قرابة 14 شريطاً فيديواً، ونشر نحو 17 مقالة، رداً على موجات المهاجرين واللاجئين من العراقيين والسوريين الهاربين من المناطق الواقعة تحت سيطرته لأوروبا”، مبينة أن “داعش يبدو مضطرباً حيال موجات الهجرة برغم الجهد الإعلامي الذي سخره للحد منها، ويسعى جاهداً لرسم صورة سلبية للذين يفرون من جنة الإسلام التي يؤمنها والتوجه نحو أرض الرذيلة في الغرب” .
وكشفت الصحيفة عن اطلاعها على “أحد أشرطة الفيديو الدعائية لداعش يظهر فيه صورة تذكيرية للاجئين عرب وهم بملابس رثة يجرون حقائبهم بتثاقل عبر حقل مفتوح وهم يتوجهون نحو أوربا، ثم يغير المخرج الصورة رأسا على عقب لمهاجرين آخرين مع صوت معلق يخبر المشاهدين أن أولئك المهاجرين هم سوريون يتوجهون نحو دولة الخلافة الإسلامية قادمين من المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري”.
ونقلت الصحيفة عن المعلق الذي يظهر في شريط الفيديو قوله، إن “الله أنعم على أولئك المهاجرين، الذين يتوجهون نحو مناطق نفوذ التنظيم، بأن سهل لهم المغادرة بدلاً من الموت في أرض الظلال والكفر.”
وأوضحت الصحيفة أن “بعض أفلام الفيديو التي ينتجها داعش، تحط من قدر الآباء الذين يخططون لتنشئة أولادهم في أوربا، وتصفهم بالذين سقطوا بالإلحاد والرذيلة وإدمان المخدرات”، لافتة إلى أن “أفلاماً أخرى تظهر لقاءات مع مقاتلين أجانب من أوربا يخبرون المشاهدين أن الأمان والرفاه الذي يسعى المهاجرون التنعم به في دول أوربا هو مجرد وهم”.
وتابعت الوول ستريت أن “أشرطة فيديو أخرى للتنظيم تنكر وجود أزمة مهاجرين، مصورة الذعر الناجم عن الهجرة، على أنه مؤامرة لماكنة الإعلام الغربية تهدف إلى تقويض الدولة الإسلامية” .
ورأت الصحيفة أن “انهماك تنظيم داعش بتلك الأزمة تعكس قلقه المتزايد من هجرة العقول والكفاءات من المناطق التي يسيطر عليها، التي تمتد عبر العراق وسوريا”، معتبرة أن “مشاهد التلفزيون التي تظهر السوريين والعراقيين وهم يسعون بكل جهدهم الوصول إلى السواحل الأوربية، تعرض حملته الدعائية على الانترنيت لإغواء الأطباء والمدرسين ومشرفي حقول النفط بالبقاء، إلى الخطر”.
ونقلت الوول ستريت عن الخبير بشؤون داعش، وزميل مركز دراسات الشرق الأوسط في ولاية فلادلفيا، أيمن التميمي، قوله إن “تنظيم داعش قلق جداً جداً وبنحو واضح تجاه الناس الذين يغادرون الأراضي الواقعة تحت سيطرته .”
وأضاف الخبير أنه على الرغم من “حاجة التنظيم المتطرف للمزيد من المقاتلين فإنه بحاجة أيضا لعناصر مثقفة ومتعلمة لتشكيل هيكلة وأدوات إدارة دولته المزعومة”، مبيناً أن “المركز الصحي للتنظيم في منطقة الرقة السورية، أصدر انذاراً للأطباء، خلال أيار الماضي، وكذلك للصيادلة والملاكات الصحية الأخرى التي غادرت، محذرا فيه إياهم بأنه إذا لم يرجعوا خلال 30 يوماً فإن بيوتهم ستصادر”.
وقالت الصحيفة أنه ” خلال الأسابيع الأخيرة، واستنادا لبعض سكنة مدينة الموصل “أوصى التنظيم أئمة الجوامع في المدينة أن يكرروا حديثهم ضد ظاهرة الهجرة أثناء خطبهم في مراسيم صلاة الجمعة “.
وختمت الصحيفة تقريرها عن أحد سكان الموصل قوله، إن “بإمكاننا أن نشعر بحنق وغضب التنظيم تجاه الهجرة، فهم يخبرون الناس أن الهجرة مؤامرة ضد الدولة الإسلامية، وإن الدول الأوربية التي أهانتهم منذ زمن بعيد، هي نفسها التي تحاول الآن استعبادهم مجدداً .”(النهاية)