تصريحات توم باراك تكشف المستور عن سياسة أمريكا في الشرق أوسط

المستقلة/-أثار السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، جدلًا جديدًا بموقفه الأخير أمام البيت الأبيض، فيما بدا استمرارًا لنهج التصريحات المثيرة للجدل التي سبق أن صدرت عنه.

قال باراك للصحافيين اليوم الجمعة: “لا يوجد شرق أوسط، وإنما قبائل وقرى ودول قومية أنشأها سايكس بيكو.. أعتقد أنه وهم أن نرى 27 دولة مختلقة فيها 110 مجموعة إثنية تتفق على مفهوم سياسي”.

ويُعيد هذا الموقف إلى الأذهان ما سبق أن قاله خلال مؤتمر صحافي في القصر الجمهوري بالعاصمة اللبنانية بيروت عقب لقائه الرئيس جوزيف عون ضمن وفد أمريكي رفيع المستوى.

حينها، أثار استياءً واسعًا في لبنان بعدما وصف الصحافيين بـ”السلوك الحيواني” خلال محاولتهم الحصول على تصريحات منه ومن المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس، ملوّحًا بإنهاء المؤتمر إذا استمر “الوضع الفوضوي”.

وفي تصريحات اعتُبرت في لبنان إهانة مباشرة للصحافيين ومسًّا بكرامتهم، قال باراك مخاطبًا الصحافيين بوضوح: “سنضع مجموعة مختلفة من القواعد هنا.. أريدكم أن تصمتوا للحظة. في اللحظة التي يصبح فيها هذا الوضع فوضويًا، وأقرب إلى السلوك الحيواني، سنغادر”. ودعا الصحافيين إلى “التصرف المتحضّر، واللطف والتسامح”، معتبرًا أن غياب هذه القيم يعكس جانبًا من المشكلات التي تعانيها المنطقة.

فتحت هذه التصريحات الباب أمام جملة من التساؤلات حول نظرة باراك، ومن خلفه الإدارة الأمريكية، إلى شعوب المنطقة: هل تعكس مقاربة استعلائية تبسيطية للشرق الأوسط؟ وهل هي مجرد زلة لسان فردية، أم أنها تكشف ذهنية أعمق في واشنطن ترى في المنطقة مجرد خرائط ومجموعات متفرقة يسهل التعامل معها؟

زر الذهاب إلى الأعلى
Betzoid Showcases: New $300 No Deposit Bonus Casinos in Australia