
انسحاب حركة المثقف العراقي من تحالف البديل
المستقلة /- أعلنت حركة المثقف العراقي، اليوم، انسحابها الكامل من تحالف البديل سياسيّاً وانتخابيّاً، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تعكس توتراً في التوافقات الداخلية والتحالفات الوطنية. جاء هذا الإعلان في بيان رسمي صادر عن مكتب الأمانة العامة للحركة بتاريخ 21 مايو 2025، مؤكداً أن الانسحاب يأتي إيماناً بمبادئ الشفافية والاحترام المتبادل، وانطلاقاً من مسؤوليتها الأخلاقية تجاه جمهورها والمشروع الوطني الكبير.
وأوضحت الحركة في بيانها أن مشاركتها في تحالف البديل كانت على أمل أن يكون منصة لتوحيد القوى الوطنية والإصلاحية، ولتحقيق التكامل بين الكفاءات والمثقفين خدمةً للمواطن والوطن. لكن الواقع السياسي خلال الفترة الماضية كشف عن “اختلافات جوهرية في الرؤى والممارسات، وابتعاد عن مبادئ الشراكة والتكافؤ”، ما جعل استمرار الحركة ضمن التحالف أمراً يصعب التوفيق معه دون الإخلال بثوابتها ومبادئها الأساسية.
ويشير هذا القرار إلى تحديات تواجه التحالفات السياسية في العراق، حيث كثيراً ما تصطدم التوقعات المشتركة مع اختلاف مصالح وأولويات القوى المشاركة. كما يعكس البيان حرص حركة المثقف العراقي على الحفاظ على استقلاليتها الوطنية، مع التزامها بمشروع إصلاحي يركز على العدالة الاجتماعية وتمكين الكفاءات والمثقفين، ليكونوا شركاء فاعلين في بناء الدولة الحديثة.
التحليل السياسي يشير إلى أن انسحاب الحركة قد يفتح الباب أمام إعادة ترتيب خارطة القوى في الساحة الوطنية، وربما يدفع إلى تشكيل تحالفات جديدة أو تعزيز دور الأحزاب والقوى المستقلة التي تسعى للحفاظ على رؤيتها بعيدة عن التجاذبات السياسية الداخلية. كما يؤكد البيان على أهمية التواصل مع جميع القوى الوطنية الصادقة، في رسالة واضحة بأن العراق أكبر من أي تحالف أو عنوان سياسي مؤقت.
في النهاية، يمثل انسحاب حركة المثقف العراقي من تحالف البديل انعكاساً لمبدأ أساسي في العمل السياسي العراقي: أن الاستقلالية والمبادئ الوطنية أحياناً تتطلب اتخاذ قرارات صعبة، لكنها ضرورية للحفاظ على الرؤية الوطنية والالتزام بخدمة الشعب.





