النوم سر صحة الدماغ.. كيف ينظف المخ نفسه أثناء الليل؟

المستقلة/- لطالما حيّرت مسألة التخلص من الفضلات في الدماغ العلماء لعقود. فبينما تعتمد معظم أعضاء الجسم على الجهاز اللمفاوي للتخلص من النفايات، يفتقد الدماغ هذا المسار المباشر بسبب وجود الحاجز الدموي الدماغي، الذي يمنع تبادل المواد بين الدم وخلايا المخ.

لكن خلال السنوات الأخيرة، اكتشف الباحثون ما يُعرف بـ “النظام الجليمفاوي”، وهو شبكة فريدة تعمل على تنظيف الدماغ من السموم أثناء النوم. وتشمل هذه الفضلات بروتينات مثل الأميلويد بيتا وتاو، المرتبطة بأمراض تنكسية أبرزها الزهايمر والخرف.

كيف يعمل النظام الجليمفاوي؟

أثناء النوم، تنشأ موجات كهربائية داخل المخ تدفع السائل الدماغي النخاعي للدوران بين الأنسجة العصبية. هذا التدفق يساعد على “غسل” المخ من النفايات ودفعها إلى خارج الدماغ. وتشير الدراسات إلى أن حركة هذا السائل تزداد بشكل ملحوظ خلال النوم مقارنة بفترات اليقظة، مما يجعل عملية التنظيف أكثر فعالية.

أدلة من الدراسات

تجارب أجريت على الفئران أظهرت أن تدفق السائل النخاعي ينخفض بنسبة 95% أثناء الاستيقاظ، بينما تتسع القنوات بين الأوعية الدموية في المخ بنسبة تصل إلى 60% خلال النوم، ما يعزز التخلص من الفضلات. وفي دراسة بشرية حديثة أجرتها جامعة أوسلو عام 2021، وُجد أن الحرمان من النوم يؤدي إلى تدفق أبطأ لهذا السائل، حتى عند محاولة تعويض النوم لاحقًا، ما يشير إلى أن أضرار السهر لا تُعالج بسهولة.

تابع وكالة الصحافة المستقلة على الفيسبوك .. اضغط هنا

لماذا يعتبر النوم العميق ضرورة؟

يرى العلماء أن فشل النظام الجليمفاوي في أداء وظيفته مع التقدم في العمر قد يؤدي إلى تراكم السموم في الدماغ، وهو ما يرتبط بالإصابة بأمراض مثل الزهايمر، الخرف، واضطرابات المزاج والنوم.

الخلاصة

النوم العميق ليس مجرد راحة للجسد، بل عملية بيولوجية أساسية لصيانة الدماغ. فالدماغ “ينظف نفسه” كل ليلة، ما يجعل النوم الكافي جزءًا لا يتجزأ من الحفاظ على صحة عقلية وجسدية متوازنة.