
النواب “الأشباح” غائبون عن البرلمان وحاضرون في الانتخابات
معن أبو حيدر
في مشهد يعكس واحدة من أكثر الظواهر السلبية التي طغت على أداء الدورة البرلمانية الخامسة، برزت قضية الغيابات المتكررة لعدد كبير من أعضاء مجلس النواب ممن يسمونهم بـ “النواب الأشباح” الذين أسهموا بشكل مباشر في تعطيل العديد من الجلسات التشريعية المهمة.
المفارقة الصادمة أن بعض هؤلاء النواب، ممن لم يحضر سوى عدد محدود من الجلسات، يعودون اليوم للترشح للانتخابات المقبلة، بل ويتصدرون قوائم كتلهم الانتخابية، دون أدنى شعور بالخجل أو المسؤولية تجاه الشعب الذي من المفترض أن يمثلونه.
رئاسة مجلس النواب تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية في تفاقم هذا الملف، لاسيما بسبب امتناعها عن إعلان أسماء النواب المتغيبين، وهو ما أدى إلى غياب المساءلة وتعطيل تمرير العديد من القوانين الحيوية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
لقد شكّل الغياب المتكرر للنواب إحدى أبرز الإشكاليات التي أعاقت عمل البرلمان الحالي، وتسببت في شلل تشريعي طال قضايا مصيرية. ومن هنا، تبرز الحاجة الملحة لأن تتخذ رئاسة البرلمان خطوة جادة ومسؤولة بالكشف عن أسماء النواب المتغيبين، وخاصة أولئك الذين يسعون للعودة مجددًا إلى قبة البرلمان.
إن هذا الإجراء ليس فقط من باب الشفافية، بل هو واجب وطني، يهدف إلى توعية الناخبين وتمكينهم من اتخاذ قرارات واعية في الانتخابات المقبلة، بما يضمن اختيار ممثلين يتحلون بالكفاءة والالتزام، لا الغياب والتقصير