العراق بين الاكتفاء الذاتي والدقيق التركي: شكوك حول الاستمرار

المستقلة /- شككت جمعية مصدري الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية التركية في قدرة العراق على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدقيق دون الاستيراد من تركيا، رغم إعلان وزارة الزراعة العراقية تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح للموسم الزراعي 2024–2025 للعام الثالث على التوالي.

وقال رئيس الجمعية، جلال كادو أوغلو، إن العراق يعتمد سياسة الاستيراد الانتقائي عالي المخزون في تجارة الحبوب، موضحًا أن المسؤولين العراقيين يعتقدون أنهم كوّنوا مخزونا استراتيجيا من القمح بعد إنتاج 5.1 ملايين طن هذا العام، ما سيمكنهم من اللجوء إلى واردات محدودة وموسمية.

وأضاف أوغلو أن تخفيض محصول قمح البذور الشتوية إلى النصف بسبب مشاكل هطول الأمطار والقيود المفروضة على صادرات المنتجات التركية أدى إلى إدراك المسؤولين في تركيا لخسائر محتملة في العام المقبل. كما أشار إلى اعتماد العراق على صنف واحد من القمح، ما يزيد من مشاكل الجودة ويجعل تلبية حاجة الدقيق عالي الجودة أمرا صعبا.

وكانت تركيا قد لاحظت انخفاض صادراتها من الحبوب إلى العراق بنسبة 5% هذا العام، بعد القيود التي فرضها العراق على واردات دقيق القمح بحجة حماية المنتج المحلي، ما أثر على التدفق الطبيعي للتجارة وأدى إلى تعطّل جزء كبير من الطاقة الإنتاجية لبعض المنشآت المهمة في ماردين وغازي عنتاب وديار بكر.

ورغم هذا الانخفاض، احتل العراق المرتبة الأولى بين الدول المستوردة من الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية التركية بنسبة 36.2% خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2025، من إجمالي صادرات تركيا البالغة 22.9 مليار دولار.

يبقى السؤال: هل يمكن للعراق الاستمرار في الاكتفاء الذاتي من القمح والدقيق؟ أم أن التحديات المناخية والاعتماد على صنف واحد من القمح قد تضطره للعودة مرة أخرى إلى استيراد كميات أكبر من تركيا لضمان جودة الدقيق وتأمين السوق المحلي؟

زر الذهاب إلى الأعلى
Betzoid Showcases: New $300 No Deposit Bonus Casinos in Australia