السوداني يحذر واشنطن بعد مطالبة روبيو بنزع سلاح الميليشيات

المستقلة/- شهدت العلاقات العراقية – الأميركية توتراً جديداً بعد اتصال هاتفي جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بوزير الخارجية الأميركي مارك روبيو، إذ تضمن الاتصال مواقف وصفت بـ”الحادة” بين الجانبين، خصوصاً بعد مطالبة واشنطن بنزع سلاح الميليشيات المدعومة من إيران داخل العراق.

الاتصال الذي أعلنت عنه وزارة الخارجية الأميركية أولاً، أثار اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية، بعدما كشفت الوزارة أن روبيو شدد خلال المكالمة على “ضرورة نزع سلاح الفصائل التي تنهب موارد العراق لصالح طهران”، في إشارة واضحة إلى النفوذ الإيراني المتزايد في بغداد.

لكن الرد العراقي لم يكن فاتراً، إذ نقل مكتب السوداني تأكيد رئيس الوزراء على “ضرورة تجنّب أي خطوات أحادية الجانب خارج إطار التشاور والتواصل المشترك”، في ما اعتبره مراقبون تحذيراً غير مباشر لواشنطن من محاولة فرض أجندتها الأمنية على العراق.

وخلال الاتصال، بحث الطرفان تعزيز الشراكة الأمنية والسياسية بين بغداد وواشنطن، إلى جانب التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات البرلمانية المرتقبة الشهر المقبل، حيث شدد السوداني على التزام حكومته بمسار ديمقراطي يضمن الاستقرار السياسي والتنمية المستدامة في البلاد.

مصادر دبلوماسية في بغداد أشارت إلى أن نبرة الاتصال كانت مختلفة هذه المرة، إذ تحاول الإدارة الأميركية اختبار مدى استعداد السوداني للحد من نفوذ الفصائل الموالية لإيران، مقابل دعم اقتصادي وسياسي متزايد من واشنطن.

ويرى محللون أن توقيت الاتصال، قبل أسابيع من الانتخابات، ليس صدفة، بل يحمل رسالة ضغط أميركية مبطنة على الحكومة العراقية، مفادها أن استمرار الدعم الأميركي مرتبط بخطوات عملية لضبط السلاح غير الشرعي ووقف تسرب موارد الدولة إلى جهات خارجية.

من جهة أخرى، يعتبر مقربون من الحكومة العراقية أن واشنطن تجاوزت الأعراف الدبلوماسية حين أعلنت تفاصيل الاتصال قبل بغداد، وهو ما عُدّ محاولة لإحراج السوداني داخلياً في مواجهة الكتل السياسية القريبة من إيران.

ويرجّح مراقبون أن يشكل هذا الاتصال منعطفاً حساساً في العلاقة بين الجانبين، خصوصاً في ظل احتدام الصراع الإقليمي بين واشنطن وطهران، وتحول العراق مجدداً إلى ساحة اختبار لتوازن القوى بين الطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى
Betzoid Showcases: New $300 No Deposit Bonus Casinos in Australia