
الذهب يرتفع ترقباً لخفض الفائدة الأمريكية رغم تراجع التوترات التجارية
المستقلة/- سجّلت أسعار الذهب ارتفاعاً طفيفاً، صباح الأربعاء، مع ترقب الأسواق العالمية لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، في ظل تراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما أعاد بعض الهدوء إلى الأسواق.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 3957.42 دولاراً للأوقية بحلول الساعة 02:57 بتوقيت غرينتش، بعد أن كان قد هبط يوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى له منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. كما تراجعت العقود الآجلة الأمريكية تسليم ديسمبر بنسبة 0.3% إلى 3971.20 دولاراً للأوقية.
ورغم هذا التذبذب، يرى محللون أن المعدن الأصفر لا يزال يواجه ضغوطاً فنية على المدى القصير نتيجة عمليات البيع من المتداولين قصيري الأجل، إلا أن العوامل الأساسية لا تزال داعمة لاتجاه صعودي على المدى المتوسط، خصوصاً مع استمرار التوقعات بخفض الفائدة وتنامي القلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وتأتي هذه التحركات بعد أن توصل كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى إطار اتفاق تجاري بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، من المتوقع أن يخفف القيود الجمركية ويحد من ضوابط تصدير المعادن النادرة الصينية، مما خفف من التوترات التجارية التي كانت تدفع المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب.
في المقابل، يترقب المستثمرون قرار الاحتياطي الفيدرالي المتوقع صدوره في وقت لاحق اليوم، حيث تشير التوقعات إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، إلى جانب متابعة تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول لرصد أي إشارات حول مسار السياسة النقدية المقبلة.
أما في أوروبا، فمن المنتظر أن يبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه غداً الخميس، في ظل استمرار الضغوط التضخمية المنخفضة.
ويُعرف الذهب بأنه الأصل المفضل في فترات انخفاض الفائدة وعدم اليقين الاقتصادي، نظراً لعدم اعتماده على العائد المباشر. ومنذ بداية العام، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 52% لتسجل أعلى مستوى تاريخي عند 4381.21 دولاراً للأوقية في 20 أكتوبر/تشرين الأول، مدفوعةً بتزايد المخاطر الجيوسياسية وعمليات الشراء المستمرة من قبل البنوك المركزية.
وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 0.7% إلى 47.35 دولاراً للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.7% إلى 1574.25 دولاراً، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 1391.07 دولاراً.
ويرى خبراء أن قرار الفيدرالي المنتظر سيكون نقطة تحول حاسمة في تحديد اتجاه أسعار الذهب خلال الأسابيع المقبلة، إذ إن أي إشارة نحو تخفيف السياسة النقدية أكثر من المتوقع قد تعيد الذهب إلى مستويات قياسية جديدة.





