الإعمار في العراق مرتبط بالانتخابات وسط جدل مالي

المستقلة/- مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، تتكثف الخطابات السياسية في العراق بين دعوات للمشاركة الواسعة، وتحذيرات من استخدام المال السياسي، وسط مؤشرات على ضعف الحماس الشعبي تجاه العملية الانتخابية.

السوداني: قرار الشعب يرسم مستقبل الإعمار والتنمية

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال لقائه شيوخ ووجهاء عشيرة البركات في محافظة المثنى، أن استمرار الإعمار والبناء والتنمية «مرتبط بقرار الشعب العراقي يوم الانتخابات»، مشدداً على أن المشاركة الواعية في التصويت تمثل محطة مفصلية لمستقبل البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة.

وأشار السوداني إلى أن حكومته تمكنت خلال ثلاث سنوات من معالجة أكثر من 2500 مشروع متلكئ، وإطلاق مشاريع جديدة في مختلف القطاعات، مؤكداً أن الحكومة اعتمدت سياسة متوازنة أبعدت العراق عن الحروب والصراعات، وجعلت منه «محط احترام دولي وإقليمي».

إنفاق انتخابي ضخم يثير الشبهات

في المقابل، كشف الخبير الاقتصادي منار العبيدي أن حجم الإنفاق على الدعايات الانتخابية لا يقل عن أربعة تريليونات دينار عراقي (أكثر من 3 مليارات دولار)، محذراً من احتمال أن تكون بعض هذه الأموال قادمة من مصادر مجهولة أو غير مشروعة.

وأشار العبيدي إلى أن المشهد المالي للحملات الانتخابية في العراق يبدو «خارج السيطرة»، داعياً إلى تفعيل دور الجهات الرقابية، وفي مقدمتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وهيئة النزاهة، وديوان الرقابة المالية، ومكتب مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في البنك المركزي.

وأكد أن المفوضية ملزمة قانوناً بتدقيق مصادر تمويل المرشحين، وفقاً لقانون الانتخابات رقم (9) لسنة 2020، بينما يتولى مكتب مكافحة غسل الأموال تتبع الأموال المشبوهة بموجب قانون رقم (39) لسنة 2015.

تقارير دولية: ضعف الإقبال وتراجع الثقة بالديمقراطية

على الصعيد الدولي، قلّل المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) من توقعات المشاركة في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن «آمال العراقيين بإحداث التغيير عبر صناديق الاقتراع انخفضت بشكل كبير بعد عقدين من التجربة الديمقراطية».

وأوضح المعهد في تقريره أن الشارع العراقي «ممتلئ بالملصقات الانتخابية لكنّ الحماس الشعبي غائب»، متوقعاً أن «يبقى عدد كبير من الناخبين في منازلهم».

وأشار إلى أن تحالف «البناء والتنمية» بزعامة السوداني قد يحتل المرتبة الأولى في النتائج، لكنه استبعد إعادة تكليفه برئاسة الحكومة، بسبب «تعقيدات المفاوضات السياسية» بعد إعلان النتائج.

وأضاف التقرير أن الانتخابات المقبلة تمثل اختباراً لاستقرار العراق السياسي، إذ قد يؤدي أي خلل في التفاهمات بين الأطراف إلى «فوضى مؤقتة»، بينما إن جرت بسلاسة فستكون مؤشراً على استمرار الاستقرار النسبي.

مشاركة ضعيفة… ومخاوف من المال السياسي

يبدو المشهد الانتخابي العراقي اليوم مزيجاً من الهدوء السياسي النسبي والإنفاق المفرط على الحملات الدعائية، في ظل ضعف الثقة الشعبية بالعملية الديمقراطية.

ويجمع المراقبون على أن المشاركة الواسعة ستكون العامل الحاسم في رسم مستقبل البلاد، فيما يحذر السوداني من أن العزوف الانتخابي سيفسح المجال أمام الفاسدين والفاشلين للعودة إلى السلطة.

خاتمة

مع اقتراب موعد الاقتراع، يقف العراق أمام مفترق طرق سياسي واقتصادي: فإما أن تكون الانتخابات بوابة لتجديد الثقة بالمؤسسات وتكريس مبدأ التداول السلمي للسلطة، أو تتحول إلى سباق نفوذ ومال سياسي يزيد من هشاشة المشهد العام.
وفي كل الأحوال، يبقى قرار الشعب يوم 11 تشرين الثاني هو الفيصل في تحديد مسار الإعمار والتنمية، كما وصفه السوداني بأنه «يوم رسم مستقبل العراق السياسي الجديد».

زر الذهاب إلى الأعلى
Betzoid Showcases: New $300 No Deposit Bonus Casinos in Australia