إيران تتلقى دعماً صينياً وروسياً استعداداً لأي مواجهة مع إسرائيل

المستقلة /- تتزايد المؤشرات على دخول العلاقات بين إيران وروسيا والصين مرحلة غير مسبوقة من التعاون العسكري والاستراتيجي، في وقت يتحدث فيه خبراء دوليون عن استعداد موسكو وبكين لتزويد طهران بإمدادات وتجهيزات نوعية لرفع جاهزيتها في مواجهة أي حرب محتملة مع إسرائيل، والتي تهدد بها تل أبيب وواشنطن منذ أسابيع.

دعم صيني مباشر في التكنولوجيا الصاروخية والفضائية

بحسب ما كشفه خبراء في العلاقات الدولية لموقع إرم نيوز، فإن الدعم الصيني لإيران يشمل مواد أولية ومكونات صاروخية خاصة بالوقود الصلب، إضافة إلى شحنات لتصنيع حشوات الوقود الصلب للصواريخ، وهي مكونات أساسية لتطوير برامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.

كما تمتد الإمدادات الصينية إلى مجال التقنيات الفضائية والاستشعار عن بُعد، إذ زودت بكين طهران بأقمار تجسسية متطورة تساعدها على تحسين دقة الاستهداف والرؤية الاستخباراتية، ما يعزز أداء الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.

ويؤكد الباحث في الشأن الصيني الدكتور محمد بايرام أن العلاقات بين بكين وطهران تحوّلت من شراكات اقتصادية تقليدية إلى تحالف استراتيجي عسكري وتقني، موضحاً أن زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة إلى الصين أسفرت عن وعود بتقديم دعم لوجستي وفني متقدم في مجالات الدفاع والتكنولوجيا.

ويشير بايرام إلى أن الصين توفر لإيران احتياجاتها الدفاعية عبر شركات وسيطة وصفقات مقايضة مقابل النفط بأسعار منخفضة، دون الحاجة إلى التعامل المالي المباشر، وهو ما يتيح الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على طهران.

روسيا تعرض “قبة حديدية إيرانية”

من الجانب الروسي، يؤكد مدير مركز “جي إس إم” للدراسات الدكتور آصف ملحم أن موسكو عرضت على طهران بناء منظومة دفاع جوي متكاملة على غرار القبة الحديدية الإسرائيلية، لصد أي هجمات محتملة من تل أبيب أو واشنطن.

وأوضح ملحم أن التعاون العسكري بين موسكو وطهران يمتد أيضاً إلى أنظمة الحرب الإلكترونية والرادارات والتشويش، وهي تقنيات روسية متقدمة يمكن أن تساعد إيران في رصد الأهداف المعادية وتحييد الصواريخ المهاجمة بكلفة أقل من أنظمة الاعتراض التقليدية.

كما أشار إلى احتمال تزويد روسيا لإيران بطائرات مقاتلة متطورة من طراز “سو-57″، المكافئة للطائرة الأمريكية “F-35″، ما يمنح طهران قدرة أكبر على الدفاع عن أجوائها ومواجهة التفوق الإسرائيلي في المجال الجوي، وإن كان هذا الاحتمال – حسب قوله – يخضع لحسابات سياسية دقيقة.

تحالف الضرورة وسباق التسلح

ويرى مراقبون أن ما يجري بين طهران وموسكو وبكين هو تحالف ضرورة أكثر منه تحالفاً أيديولوجياً، إذ تسعى كل من روسيا والصين إلى دعم إيران كموازن استراتيجي أمام النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، بينما تستفيد طهران من هذا التقارب في تعزيز قدراتها الدفاعية وتقليل عزلتها الدولية.

لكن هذا الدعم المتسارع قد يدفع المنطقة إلى سباق تسلح غير مسبوق، وفق الخبراء، خاصة إذا ردت واشنطن بتزويد إسرائيل بأسلحة أكثر تطوراً، مما قد يزيد من احتمالات التصعيد العسكري في الشرق الأوسط.

سيناريوهات ما بعد غزة

وبحسب التقديرات، فإن إنهاء الحرب في غزة وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار المتوقع في شرم الشيخ قد يفتح الباب أمام تحول تركيز تل أبيب وواشنطن نحو طهران، في محاولة لإضعاف برنامجها النووي والصاروخي، وهو ما يفسر تسارع الاستعدادات الإيرانية بدعم روسي وصيني مكثف.

ويرى مراقبون أن ما يحدث حالياً هو إعادة رسم لخارطة التحالفات العسكرية في المنطقة، مع احتمال أن تشهد المرحلة المقبلة توازناً جديداً في القوة بين طهران وتل أبيب، لكن في ظل مخاوف من أن أي مواجهة مباشرة قد تجر المنطقة إلى صراع واسع لا يمكن التنبؤ بنتائجه.

زر الذهاب إلى الأعلى
Betzoid Showcases: New $300 No Deposit Bonus Casinos in Australia