نزار حيدر يكشف: مبعوث السوداني في دبي يلتقي شخصيات “الأزرق”
المستقلة/- كشف المحلل السياسي نزار حيدر في تصريحات مثيرة، عن خطوة غير مسبوقة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بعد أن أوفد مبعوثًا خاصًا عنه إلى دبي، يحمل صفة شخصية، للقاء شخصيات نافذة توصف بأنها جزء من ما يُعرف بـ”الدولة العميقة” في العالم، ومن بينهم شخصيات مقربة من “الأزرق” – في إشارة إلى إسرائيل.
وبحسب ما أورده حيدر، فإن المبعوث الذي أرسله السوداني يعدّ من أبرز المقربين منه، ويملك علاقات اقتصادية ومالية قوية على المستوى الدولي، ما يثير تساؤلات عن طبيعة المهمة التي كُلّف بها في هذه المرحلة الحساسة، خصوصًا مع تصاعد التوترات الإقليمية والضغوط الأمريكية على بغداد.
وأورد حيدر أن أحد الحاضرين في اللقاء سأل مبعوث السوداني عن الوضع في العراق حاليًا، ليأتي الرد المفاجئ:
“أنتم تعرفون أكثر مني عن الوضع العراقي.”
إجابة تحمل في طياتها اعترافًا ضمنيًا بتشابك المصالح الخارجية في الشأن العراقي، وتفتح الباب أمام تكهنات عديدة حول ما إذا كانت هذه الزيارة جزءًا من حملة دولية لتسويق السوداني كشخصية مقبولة غربيًا وإسرائيليًا، أو ربما محاولة تمهيدية لفتح قنوات غير معلنة مع “الأزرق” ضمن ما يُعرف بسياسة “الخطوط الخلفية” في العلاقات.
وبينما لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء حول ما كشفه حيدر، يرى مراقبون أن مثل هذه التحركات – إن صحت – تعكس تحولًا في مقاربة السوداني للعلاقات الخارجية، وسط مساعٍ لجعل العراق لاعبًا “مرنًا” في ساحة التحالفات المتغيرة.
في المقابل، يرى آخرون أن ما يجري قد يكون جزءًا من محاولة لتسويق السوداني كـ”رجل توازنات” أمام القوى الدولية، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وسعيه لترسيخ حضوره السياسي داخليًا وخارجيًا.
ويبقى السؤال الذي طرحه حيدر مفتوحًا:
هل يسعى السوداني فعلاً إلى تسويق نفسه لدى “الأزرق”؟
أم أن ما يجري مجرد محاولة لجسّ النبض قبل مرحلة جديدة في سياسة بغداد الخارجية؟
