علي كاظم العقابي ..رياضي يؤرشف لذاكرة ميسان الثقافية

(المستقلة)/ حاوره صباح السيلاوي/..

عرفته رياضيا مبدعا منذ زمن بعيد لكني فوجئت بما يمتلكه من عقلية متنورة أبهرت الكثيرين من أبناء ميسان حينما خاض غمار الثقافة من أوسع أبوابها .. اقتحم أبواب الثقافة بقوة وغزارة .. انبهر بما جادت به ميسان من مبدعين فكتب عنهم وحاورهم .. كتب الشعر فأجاد.. خاض في غمار التراث فأبدع.. دخل عالم الصحافة فنافس بقوة من سبقوه.. لا استطيع أن اختزله بكلمات سوى إني اعترف له بموسوعيته الفذة..انه المبدع الميساني علي كاظم خليفة العقابي..الذي التقيناه في هذا الحوار.

عرفنا اكثر عن نفسكَ ؟*

– انا علي كاظم خليفة العقابي  تولد  1961 في قضاء المجر الكبير ،حاصل على  بكلوريوس تربية رياضية ،  كنت  رياضيا وشاركت لاعبا لكرة القدم  ومدربا ورئيسا لنادي المجر الكبير الرياضي  سابقا  والان موظف على ملاك وزارة الشباب والرياضة ، بدرجة مدرب رياضي اقدم ، عملت في الوسط الشبابي والرياضي منذ  منتصف السبعينيات وحتى الان.

* وعن تجربتكَ في أرشفة السيرة الذاتية لمبدعي ميسان؟

– حينما وجدت فراغا كبيرا في التعريف بمبدعي وقامات مدينتى ميسان الغالية بدأت بشىء بسيط هو الكتابة عن ادباء وشعراء وفناني  ورموز قضاء المجر الكبير الذي اسكن حيث تحركت على الجميع لجمع المعلومات الكامله مع اختيار شىء من اثارهم المطبوعة او المنشورة او ما تعجبني شخصيا مع صورة شخصية  لكل منهم وكنت انشرها في صفحتى الشخصية  وحينما شجعني الاصدقاء من الشعراء والادباء والرموز على المواصلة وتقديمهم  التسهيلات ما مكنني من الحصول على ما احتاجه، قررت ان استمر وانا الان على وشك الانتهاء من التوثيق لـ 250 مبدعا وكانت تجربتي الشخصية ان التقيهم شخصيا او الاتصال بهم عن طريق الهاتف او مواقع التواصل الاجتماعي، اضافة الى الاطلاع على ما كتب عنهم.

* المثير للتساؤل أنك انطلقت بهذه التجربة وأنت بعيد عن الوسط الثقافي.. فكيف تجاوزت هذه المسألة ؟

– نعم اتفق معك كنت خارج الوسط الثقافي بالشكل الرسمي ولكن انا مهتم منذ طفولتي بهذا الجانب حيث كنت مواضبا على القراءات الادبية وانا في الصف الخامس الابتدائية وقرأت للكثير من الادباء والشعراء العرب والعراقيين  وذالك لعدم وجود متنفس سوى المكتبة العامة  في المدينة وكنا جيلا ميالا للقراءة باستمرار وكانت لي تجربة في كتابة الشعر والخاطرة   فقررت ان  اكون قريبا  من هذا الوسط والتواصل معه بحضور المهرجانات والمجالس والاستعانة بخبرة اصدقائي من الادباء والشعراء واخذت انكب على قراءة ما احتاجه لهذه المهمة ودخلت كذلك الوسط الصحفي  بعدما اطلعت على ما احتاجه بعملي هذا عن طريق القراءات المستمرة  في هذا الجانب وبدات بعملية النشر لما انجزه من حلقات عن بعض الادباء والكتاب والفنانين وانا مستمر بالاطلاع على تجارب الاخرين  والمساهمة بهذا الوسط الثقافي حتى استطيع ان اردم الفجوة واواكب الحدث والمشهد  الثقافي

* حضور الشخصيات التي لم نسمع عنها، أو نقرأ لها كثيرا في كتاباتك، وكأنك تبدو أكثر اهتماماً بها، لماذا؟

– ايمانا مني وحبا لمدينتي واهلها الطيبين وبالمناسبة انا اسميتهم مبدعون عراقيون اولا ثم ميسانيون لانهم جزء من المشهد  والنتاج العام في العراق ، وانصافا لهولاء الذي لم تسلط الاضواء عليهم بحكم ظروفهم الخاصة واحيانا القاهرة ولان نتاجهم كبير ومهم وقد غيبوا كثيرا عاهدت نفسى ان اكون نصير لهم لكي يطلع الاخرون على هؤلاء المميزين والمبدعين وانفض عنهم غبار التهميش والاقصاء والضياع ووفاء مني لهم فقد عانوا كثيرا حتى في حياتهم الشخصية لتبقى بذرة اتمنى من الاخرين تطويرها والكتابه عنهم بشكل يليق بابداعهم ومنجزهم الثقافي وساعدني الكثير من الاخوة بنشر نتاجهم الشعري في بعض الصحف والمواقع الالكترونية المختصة واذكر بالخصوص الاستاذ عبد الامير المجر والقاص نزار عبد الغفار السامرائي والاديب العراقي وطائر المهجر  شينوار ابراهيم فقد كان صاحب الفضل في توجيهي ومساعدتي

* ما القيم التي تنشدها من عمل هذا الأرشيف؟

– لقد تربينا  في بيئة كانت  تعتبر الوفاء للاخرين شيئا  مهما وكبيرا وانطلاقا من باب الوفاء والاعتراف بفضل هؤلاء الناس  وانا اشعر بفخر كبير حينما اشعر باني قدمت شىء لهم وكذلك للحفاظ على موروث وتاريخ هؤلاء لاننا في زمن صعب ممكن فيه السرقة ونسب  ما ابدع به الاخرين لانفسهم بلا ادنى وازع وكذلك لاجعلها  مصدرا لمن يريد الاطلاع على تاريخ ميسان ومبدعيها للدراسة وتكون عونا للدارسين و الباحثين وكذلك لتثبيتها في موسوعة ميسان الثقافية التى بوشر بها في الفترة القليلة الماضية وشكلت لجان لكتابتها واتمنى ان  يكون لهؤلاء المبدعين مكانا فيها

* ما الذي تبحث عنه في محاورتكَ لهذه الشخوص*

ابحث في كتابة السيرة الذاتية لهم ومنجزهم الادبي او الفني والثقافي ونتاجهم ومشاركاتهم في المهرجانات والمسابقات وما حصلوا علية من جوائز وتثبيت  اصدارتهم وتاريخها ومكان طباعتها وكذالك مشاريعم المستقبلية

* هل لكَ تجارب أخرى تنجرد ضمن هذا الإطار؟

– لم تكن لي تجارب شخصية بهذا الجانب سابقا ، ولكن كانت لي تجارب بسيطة  في كتابة الشعر  العربي وكذلك الشعر الشعبي وكتابات مقالات ادبية  وخواطر نثرية وقصص ومضية وقصص قصيرة

* لماذا معظم الشخصيات المختارة من المثقفين الذين أنجبتهم المراحل السابقة ؟

–  ان معظم الشخصيات من المثقفين الذي انجبتهم المراحل السابقة لم يحظوا بتسليط الاضواء عليهم او التعريف بهم بحكم امور كثيرة منها عدم وجود الامكانيات كما هي متوفرة اليوم ولصعوبة ايصال منجزهم للجميع لصعوبة النشر   من الناحية المادية  وعدم توفر وسائط النشر  وكما قلت جزء من وفائى لعودتهم من جديد والتعريف بهم لاجيالنا الحالية والقادمة فقد اعطوا بكرم وسخاء وعلينا رد الدين لهم

* هل هناك من ساندك في بلور هذه التجربة؟ وهل توقفت الآن عن الأرشفة، ولماذا؟

–  نعم ساندني الكثير من الاخوة وكانوا اصحاب فضل في تزويدى بما احتاج من معلومات او اختيار الاسماء  وكانوا جميعا مشجعين  لما اقوم به ولكن  اخص بالذكر منهم الاستاذ شينوار ابراهيم الاديب العراقي الطيب والكريم هو من اخذ بيدي بعدما كان يشاهد ما اكتبه في صفحتى الشخصية و اضافتي لمركز النور واخذ ينشر ما اكتبه باستمرار وبعناية من ادارة ومحرري المركز وانا الان نشرت ما يقارب اكثر من300  مبدع

وكذالك دور اخي وصديقى الاستاذ القاص نزار عبد الغفار السامرائى والاخ سعدون البيضاني

القاص العراقي المميز والاستاذ عبد الامير المجر والاستاذ صباح السيلاوي وجميع الاخوة الذي لا يحضرني جميع اسمائهم فبحق كلهم كانوا كرماء معي ،وعملية ارشفة ما تبقي لم تتوقف فانا في جعبتي الان اكثر من مئة اخرى جاهزة ومعدة لا تحتاج الا للوقت لكي تكون على موعد النشر ولا زلت ابحث عن الجميع

ولكن من خلالكم اتمنى من جميع الاخوة الشعراء والادباء والمبدعين ان يزودونني عن ما تبقى منهم حتى استطيع ان اتواصل بعملي هذا

*  كيف تنظر لحال الأديب والمثقف العراقي؟

–  سؤال صعب يحتاج الى الكثير  فهؤلاء مبدعو ومثقفو البلد يحتاجون الى الرعاية الكاملة والشاملة وتوفير لهم اجواء خاصة تساعدهم على الابداع ولكن هم في حال يرثى لها ولم تتوفر لهم  حتى ابسط مقومات العيش الكريم وهم متعبون  ومرهقون رغم بعض ما قدم لهم ولكن انه نزير و قليل ولو قارنا بين وضع مثقفينا وادباءنا مع الغير فهناك فارق كبير وكبير جدا نتمنى على القائمين على العملية الثقافية ان يلتفتوا جيدا لهم وتوفير ما يحتاحوة من سكن يليق بهم ومستوى معاشى  وصحى وشمولهم بامتياوات خاصة حتى نلحق بالركب العالمي او العربي على الاقل فالعراق كما معروف هو ميال للادب والثقافة بالفطرة نتمى مستقبلا تسن قوانيين مهمة لتلك الشريحة التى لو اعطيت الفرصة الحقيقية ان ترتقي بالبلد الى اعلى المستويات

* أذكر لي أسماء الشخصيات التي وقع عليها الاختيار وكانت من ضمن تجربة الأرشفة؟

–  لا استطيع ان اذكر كل الاسماء فهي تعدت اكثر من 250 شخصية منهم الكثير معروفون عربيا وعالميا وحصلوا على جوائز عالمية وعربية كثيرة وهم في شتى المجالات فمنهم الشعراء ومنهم الادباء وبعض  الفنانيين الكبار اصحاب المنجز المميز وكذالك بعض العلماء والقامات الكبيرة  وهم الان موجودون في موسوعة ميسان الثقافية ويمكن الرجوع اليها في مركز النور الاعلامي ومواقع مشهورة اخرى

* برأيك من سيقرأ ما جمعته؟

– ان تسالني عمن يقراء فاعتقد الكثير الكثير والدليل كثرة قراءتها في مركز النور ومنهم من يكتب لي او يهاتفني ويثنى على ما اقوم به ورغم انى انشر من فترة قصيرة لم تتجاوز عاما واحدا ان الكثير بات يعرفني ويتابعني ويكتب او يعجب بكل المواضيع ومنهم يزودنى باسماء جديدة او ينبهنى لمن لا اتذكرهم وانا واثق ان قراءها من خارج القطر وداخله كثر والحمد لله

* هل لديك طموحات أكبر لتحقيقها في هذا الشأن؟

–  نعم طموحاتى كبيرة وغير محدودة انشاء الله وانا بنية اصدار كتاب سيكون باسم قناديل من ميسان وقد اتصل بي البعض من اجل اصدارة وابداء مساعدة كامله ولكن لكوني جديد في هذا الجانب تريثت لحين اكماله بالشكل الافضل واعتقد ان ابناء ميسان لم يبخلوا علي بنشرة وطباعته واملي كبير بذلك

* هل واجهتك تحديات أو معوقات عن الأرشفة؟

– عملية الارشفة تحتاج الى جهود كبيرة وتفرغ كامل لانها تحتاج الى وقت وحركة  دؤبة وانا رغم ذالك لم اتوقف وساستمر ولكن احتاج الى تفريغ لفترة  معينة ومساعدة من بعض الجهات ذات العلاقة  ولكن كلي اصرار وعزم لاكمال ما استطيع اكماله

* تحدث لي عن المواقف الصعبة التي واجهتك وأنت تجمع المعلومات؟  المواقف الحزينة؟

– لم تواجهنى صعوبة بمعناها الحقيقي لانى احصل منهم بلقاءات شخصية او من صفحاتهم الشخصية وما مدون عنهم لان دوري هو تعريفي  بتلك القامات الميسانية واحيانا عن طريق مهاتفتهم وارسال السير الذاتية برسائل او كتابتها تحريرا و ارسالها بالبريد الشخصي  وبالنسبة للاموات منهم اقوم بجمع ما متوفر عنهم من ذويهم وما نشر بمناسبات مختلفة ولم تمر بي مواقف حزينة سوى ان بعضهم من وجدت انه مريضا او ظروفه قاهرة يحتاج الى عناية او يتوفاه الله بعد ان اكتب عنة فيثير فيّ حزن كبير

* هل طلب احد منهم مد يد العون له في أمر ما؟

– شخصيا لم يحصل لي امر كهذا ولكن انا اعتقد ان الجميع يحتاج الى مد يد العون على الاقل في نشر نتاجاتهم الخاصه لعدم قدرتهم واعرف الكثير من نشر على نفقته الخاصة وكما مثبت في اصدارتهم

* ما هي أدواتك التي استخدمتها في جمع المعلومات؟

– جل ادواتى هي اللقاءات الشخصية او الاتصال التلفوني وبعدها ارسال المعلومات، كذلك من صفحاتهم الشخصية و ما مدون في الانترنيت اضافة الى ما مثبت في سيرهم الذاتية على كتبهم المطبوعة وكذلك جهود شخصية للبحث والتقصى لجمع المعلومات عن الاموات من اهاليهم واصدقاءهم

* كيف اكتشفت العلاقة ما بين الأديب والمؤرشف لسيرته الذاتية؟

– دائما تكون العلاقة حميمية وودية وطيبة مع اماني وتشكرات وثناء على ما اقوم به واستغراب لانى اختصاص تربية رياضية وشكر لجهودى وتطوعي لذلك العمل واصبح معظمهم من اعز اصدقائى الشخصيين

* هل حصل أن طلب منك الأديب أن تؤرشف سيرته، أم أنه جهد شخصي تطوعي؟

–  لم يحصل ذالك بل هو عمل تطوعي برغبة كبيرة مني لكي اؤرشف لهؤلاء الطيبين لانهم لم يسمعوا بي سابقا او يعرفونني ولكن الكثير عرفني بعد ان نشرت للكثير منهم ويساعدنى بشكل رائع-

* أين نشرت ما أرشفت من سير ذاتية؟

– نشرت معظم هذة الاسماء في مركز النور بصفحتى الشخصية وكان لهم الفضل والدور الكبير بنشرها   بصورة مستمرة وكذالك نشرت في جريدة ميسان الثقافية صاحبة الفضل الاول علي ،ومجلة معارج الفكر، و جريدة المثقف والحوار المتمدن كذلك في جريدة الاضواء البصرية  وطريق الشعب  والحقيقة والمستشار والتاخي والمشرق ولا انسى رابطة الكتاب العراقيين وميسان اون لاين  الالكترونية والكثير من المواقع المهمة

*هل عرض عليكَ مشاريع بهذا الشأن؟

– نعم عرضى علي  ان اكون ضمن من يكتبون موسوعة ميسان الثقافية التى ستقوم بنشرها وزارة الثقافة لكل محافظة والذي كلف بها البيت الثقافي الميساني وكذلك عرض على ان انشر ما جمعته بكتاب خاص يحمل عنوانا يشير لميسان ومبدعيها  ومنهم المجلس الشعبي لدعم الثقافة في ميسان

* ماهي مشاريعك القادمة؟

– مجموعة شعرية مشتركة مع مجموعة من الاخوة الشعراء في ميسان ومجموعة قصص ومضية منها من فاز برابطة القصة العربية وكتاب قيد الانتهاء منه يحمل ذاكرة المجر الكبير الثقافية ويتناول اكثر من 80  شخصية حققت الكثير من الانجازات في المجال الثقافي وكتاب  مخطوط لم اختار اسما له يتناول تاريخ وارشيف وحكايا المجر الكبير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Betzoid Showcases: New $300 No Deposit Bonus Casinos in Australia