
صراع بين سموتريتش والجيش الإسرائيلي حول ميزانية ما بعد حرب غزة
المستقلة/- دخل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في مواجهة حادة مع المؤسسة الأمنية والجيش بشأن ميزانية الدفاع للعام 2026، وسط خلافات متصاعدة حول أولويات الإنفاق في مرحلة ما بعد حرب غزة، وتحديداً في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة مع إيران و”حزب الله” والحوثيين وحركة “حماس”.
وترى وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الأولوية القصوى تتمثل في تأمين تمويل كافٍ لضمان جاهزية الجيش لأي مواجهات مستقبلية محتملة، بينما يسعى سموتريتش إلى كبح الإنفاق الدفاعي الذي ارتفع بشكل غير مسبوق خلال العامين الماضيين بسبب الحرب.
وبحسب ما تم تداوله في الأوساط الحكومية، لم يُعلن بعد عن رقم نهائي للميزانية، إلا أن وزارة الدفاع تطالب بـ 144 مليار شيكل تشمل الإنفاق السنوي المعتاد والمخصصات الإضافية المرتبطة بمرحلة ما بعد السابع من أكتوبر، في حين تسعى وزارة المالية إلى خفض المبلغ إلى نحو 130 مليار شيكل.
ويُظهر هذا الجدل اتساع الفجوة بين المؤسستين، خصوصاً إذا ما قورن الوضع الحالي بما كان عليه قبل عقد من الزمن؛ ففي عام 2015 كان الخلاف يدور حول 59 إلى 61 مليار شيكل فقط. أما اليوم، وبعد أحداث السابع من أكتوبر، فقد أصبحت الميزانيات الأدنى تتراوح بين 70 و90 مليار شيكل، دون احتساب الزيادات الطارئة أو مخصصات أي حرب مقبلة.
وكانت لجنة ناغل، التي شكّلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتقديم توصيات استراتيجية بشأن الأمن القومي والميزانية، قد أوصت في يناير الماضي بتخصيص 123 مليار شيكل لعام 2025. وتشير مصادر مطلعة إلى أن هناك اتفاقاً مبدئياً على ميزانية أساسية تبلغ 90 مليار شيكل لعام 2026، إلا أن الخلاف الحالي يتمحور حول التمويل الإضافي الخاص بمتطلبات ما بعد الحرب.
وقد انتقد اللواء المتقاعد أمير برعام، المدير العام لوزارة الدفاع، وزير المالية بشدة، متهماً إياه بـ تقويض قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربات مستقبلية ضد إيران أو حزب الله. لكن من جهة أخرى، يرى سموتريتش أن الظروف لا تبرر ضخ أموال إضافية، مشيراً إلى أن حرب غزة عام 2014 التي استمرت 50 يوماً كلّفت إسرائيل 7 مليارات شيكل فقط.
وبين ضغوط المؤسسة الأمنية ومساعي وزارة المالية للسيطرة على النفقات، تبدو إسرائيل مقبلة على صراع سياسي واقتصادي جديد حول كيفية إدارة مرحلة ما بعد الحرب، في ظل توقعات بارتفاع العجز المالي وتباطؤ النمو الاقتصادي خلال العام المقبل.





