
الهند تشكك في مصداقية واشنطن كشريك تجاري بعد قرارات ترامب
المستقلة/- ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن المسؤولين الهنود باتوا يشككون بجدية في موثوقية الولايات المتحدة كشريك تجاري، على خلفية القرارات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة على الواردات الهندية، إضافة إلى الخلافات المتعلقة بشراء نيودلهي للنفط الروسي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع، رفض الكشف عن هويته، قوله إن الخلافات الحالية، حتى وإن جرى التوصل إلى حلول لها، ستترك أثراً طويل الأمد في الذاكرة السياسية للهند. وأضاف المصدر معبّراً بسخرية: “إذا ضربتني أربع مرات ثم قدمت لي آيس كريم، فهل يعني ذلك أن كل شيء على ما يرام الآن؟”، في إشارة إلى انعدام الثقة بالوعود الأمريكية.
ضغوط متصاعدة من واشنطن
في أواخر يوليو، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من الهند، مبرراً ذلك بالرسوم المرتفعة التي تفرضها نيودلهي على السلع الأمريكية وبالحواجز التجارية بين البلدين، فضلاً عن ما وصفه بـ”التعاون مع روسيا”.
وفي 6 أغسطس، صعّدت واشنطن إجراءاتها بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على خلفية استمرار شراء الهند النفط والمنتجات البترولية الروسية، لترتفع نسبة الرسوم الكلية المفروضة على السلع والخدمات الهندية إلى 50%.
رد هندي غاضب
وزارة الخارجية الهندية وصفت هذه القرارات بأنها “غير عادلة” وتشكل عقبة أمام استقرار العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مؤكدة أن نيودلهي لن تتخلى عن مصالحها الاستراتيجية، لا سيما في ما يتعلق بتأمين احتياجاتها من الطاقة بأسعار مناسبة.
شراكة على المحك
يرى مراقبون أن هذه التطورات قد تعيد رسم خريطة العلاقات التجارية بين البلدين، خصوصاً مع سعي الهند لتنويع شركائها الاقتصاديين والاعتماد بشكل أكبر على الأسواق الآسيوية والأوروبية. وبحسب محللين، فإن فقدان الثقة بين نيودلهي وواشنطن قد يترك آثاراً استراتيجية أوسع، تتجاوز التجارة إلى ملفات التعاون الدفاعي والسياسي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.