الذهب يتراجع من قمته التاريخية.. جني أرباح وتفاؤل تجاري يعيدان التوازن للأسواق العالمية
المستقلة/- شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً، اليوم الأربعاء، بعد موجة صعود قياسية أوصلت المعدن النفيس إلى أعلى مستوى له في تاريخه، إذ دفع تحسّن الأجواء التجارية بين الولايات المتحدة والصين المستثمرين إلى بيع جزء من حيازاتهم لجني الأرباح، في وقت يترقب فيه السوق صدور بيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع، والتي قد تؤثر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليسجل 4,109.19 دولارات للأونصة عند الساعة 02:36 بتوقيت غرينتش، بعد تراجع حاد بلغ أكثر من 5% يوم الثلاثاء، في أكبر خسارة يومية منذ أغسطس 2020. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتصل إلى 4,124.10 دولاراً للأونصة.
ويأتي هذا التراجع عقب الارتفاع التاريخي الذي سجله المعدن الأصفر يوم الاثنين عند 4,381.21 دولاراً للأونصة، والذي تغذى على حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتوقعات خفض الفائدة وعمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية حول العالم، ما جعله الملاذ الآمن الأول للمستثمرين في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
لكن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول توقعه التوصل إلى اتفاق تجاري “عادل” مع الصين خلال لقائه المقبل مع نظيره شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، أسهمت في تهدئة المخاوف، وأعادت بعض الثقة للأسواق، لتدفع المستثمرين إلى جني الأرباح بعد الارتفاع القياسي.
تابع وكالة الصحافة المستقلة على الفيسبوك .. اضغط هنا
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة مينت الهندية أن نيودلهي وواشنطن تقتربان من إبرام اتفاق تجاري سيؤدي إلى خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الهندية من 50% إلى نحو 15-16%، مما زاد من أجواء التفاؤل في الأسواق العالمية.
ويركّز المستثمرون حالياً على تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر سبتمبر، الذي تأجّل صدوره بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية، بحثاً عن إشارات جديدة حول مسار خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن يتم خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، مع احتمال خفض إضافي في ديسمبر المقبل.
أما بالنسبة لبقية المعادن النفيسة، فقد ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% إلى 48.82 دولاراً للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 1.5% إلى 1,528.15 دولاراً، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.7% إلى 1,418.09 دولاراً.
ويشير محللون إلى أن حركة الذهب الحالية تمثل تصحيحاً صحياً بعد الارتفاع المفرط، مؤكدين أن المعدن ما يزال يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن على المدى المتوسط، خصوصاً في ظل استمرار الضبابية السياسية والاقتصادية في عدد من الاقتصادات الكبرى.
