
كوليبا يحذر: الحرب ستستمر لسنوات إن لم يتحقق اتفاق سلام شامل مع روسيا
المستقلة/- حذّر وزير الخارجية الأوكراني السابق دميتري كوليبا من أن بلاده تتجه نحو صراع طويل الأمد ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام مقبول مع روسيا، مؤكداً أن استمرار الحرب بالوتيرة الحالية سيؤدي إلى مزيد من التدهور العسكري والسياسي في أوكرانيا.
“الوضع خطير… ولا بدّ من الاعتراف بالحقيقة”
وفي مقابلة مع قناة Novyi.LIVE، قال كوليبا إن تجاهل الواقع لا يخدم مصلحة كييف، داعياً إلى الاعتراف الصريح بـ تراجع قدرات الجيش الأوكراني وعدم إنكار ما يحدث على الجبهة.
وأوضح قائلاً:
“إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يرضي الجميع، ستستمر الحرب لسنوات طويلة، وستزداد الأمور سوءاً. يجب أن نعترف بأننا لسنا أقوياء بما يكفي لنوقف موسكو أينما نشاء”.
هذه التصريحات تأتي في وقت تتكثف فيه المحادثات الدولية بشأن تسوية الأزمة، وسط ضغوط اقتصادية وعسكرية متزايدة تواجهها كييف منذ أكثر من عامين من الصراع المفتوح مع موسكو.
مقترح أمريكي مثير للجدل لتسوية النزاع
وكان البيت الأبيض قد أعلن نهاية نوفمبر الماضي أنه يعمل على إعداد خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا. وبحسب تقارير إعلامية، تتضمن الخطة بنوداً حساسة، أبرزها:
نقل أراضي دونباس إلى السيطرة الروسية.
الاعتراف الرسمي بكل من دونباس والقرم كأراضٍ روسية.
تجميد معظم خط التماس في زابوروجيه وخيرسون.
تقليص حجم الجيش الأوكراني إلى النصف.
منع نشر قوات أو أسلحة أجنبية قادرة على تنفيذ هجمات داخل العمق الروسي.
وتشير هذه البنود إلى تغييرات جوهرية في ميزان القوى، ما يجعلها مثار جدل واسع داخل الأوساط الأوكرانية والأوروبية.
مفاوضات مكثّفة في جنيف وفلوريدا
الأسبوع الماضي، عقد ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكييف محادثات في جنيف لاستعراض تعديلات على المشروع الأمريكي، تلتها اجتماعات أخرى بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في ولاية فلوريدا يوم الأحد، في محاولة لتقريب وجهات النظر.
اجتماع حاسم مرتقب في موسكو
ومن المتوقع أن يجري وفد أمريكي رفيع، يضم المبعوث الرئاسي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير، محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين روس آخرين اليوم الثلاثاء في موسكو.
ويهدف الاجتماع إلى بلورة صيغة نهائية يمكن قبولها من جميع الأطراف، وسط مؤشرات على انفتاح روسي مشروط تجاه المقترح.
وكان بوتين قد صرّح في وقت سابق بأن الخطة الأمريكية الأولية قد تكون “أساساً لاتفاقيات مستقبلية”، لكنه شدد على ضرورة دراسة كل نقطة فيها بدقة قبل اتخاذ أي قرار.
خلاصة
تظهر تصريحات كوليبا ومسار المفاوضات الأخيرة أن الأزمة الأوكرانية تقف أمام مفترق طرق تاريخي، فإما التوصل إلى تسوية شاملة توقف الحرب وتعيد الاستقرار، وإما استمرار الصراع لسنوات مقبلة مع كلفة بشرية واقتصادية وسياسية باهظة. وبين ضغوط الداخل ورهانات الخارج، يبدو أن كييف وموسكو تقتربان من مرحلة حساسة قد تعيد رسم مستقبل المنطقة بأكملها.





