
قاآني في بغداد: تحركات إيرانية قبل الانتخابات
المستقلة/- كشفت مصادر عسكرية عراقية عن زيارة مفاجئة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى بغداد خلال الساعات الأخيرة، حيث عقد اجتماعات مع قادة من الحشد الشعبي العراقي لمتابعة آخر مستجدات الانتخابات النيابية المقبلة.
وقالت المصادر لـ”إرم نيوز” تابعته المستقلة، إن قاآني ركز خلال اجتماعاته على توجيه رسائل تأهب للفصائل، محذراً من الانشغال الكامل بتأمين الانتخابات بما قد يسمح للأحزاب الموالية لإيران بتحقيق نتائج انتخابية على حساب المهام العسكرية والأمنية الأساسية للفصائل.
وأكد قاآني ضرورة استعداد الفصائل لثلاث سيناريوهات محتملة تشمل ضربات أمريكية أو إسرائيلية ضد الفصائل الموالية لإيران، أو هجمات داخل الأراضي اللبنانية على حزب الله، مشدداً على ضرورة الجاهزية الفورية لتقديم الدعم والإسناد العسكري في أي وقت، سواء ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة أو في مناطق الصراع الإقليمي الأخرى.
واجتمع قاآني خلال زيارته التي استمرت يوماً واحداً مع قادة بارزين في الحشد الشعبي، ومن بينهم أبو فدك المحمداوي، قادة كتائب جند الإمام، سرايا عاشوراء، حركة النجباء، كتائب سيد الشهداء، كتائب حزب الله، وسرايا الخراساني، حيث ناقش معهم تأمين خطوط الإسناد والدعم في حال أي هجوم مفاجئ، مؤكدًا أن تهديدات إسرائيل والولايات المتحدة غالباً ما تأتي في أوقات غير متوقعة وتتطلب جهوزية دائمة.
وأشارت المصادر إلى أن الهدف من الاجتماعات يتمثل في تعزيز ارتباط إيران بالقرار السياسي في الحكومة المقبلة، وضمان وجود كتلة نيابية قوية في البرلمان العراقي تحمل برنامج مواجهة “عدو إيران والعراق”، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.
كما حذر قاآني الفصائل من الانشغال الكامل بالانتخابات على حساب جاهزية الخطوط الدفاعية والإسناد العسكري، مشدداً على أهمية تنسيق الفصائل مع حزب الله وجماعة أنصار الله الحوثية، التي تشكل قوة دعم إقليمية في مواجهة إسرائيل.
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة سابقة له الشهر الماضي، في وقت شهد مقاطعة محتملة من التيار الصدري للانتخابات، مع تركيز “الإطار التنسيقي” على تعزيز نفوذ القوى الشيعية الموالية لإيران في الساحة السياسية العراقية.
المحللون يرون أن وجود قاآني في بغداد يعكس استمرار إيران في إدارة المشهد السياسي والعسكري العراقي عن قرب، مع توجيه رسائل قوية إلى الفصائل لضمان تحقيق أهدافها الإقليمية والسياسية في مرحلة حساسة قبل الانتخابات، وهو ما قد يزيد من تعقيد المشهد الانتخابي والأمني في العراق خلال الأسابيع المقبلة.





