
ترامب يروّج لـ”الهجرة العكسية” وسط تصاعد المخاوف الأمنية في أمريكا
المستقلة/- أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إشعال الجدل مجددًا حول ملف الهجرة، بعد طرحه مفهومًا جديدًا وصفه بـ “الهجرة العكسية”، في إشارة إلى ترحيل أعداد واسعة من الأشخاص الذين قال إنهم “لا ينبغي أن يكونوا داخل الولايات المتحدة”. التصريحات جاءت خلال حديثه مع الصحفيين أثناء عودته من ولاية فلوريدا إلى البيت الأبيض، حيث قضى عطلة مطوّلة.
ما هي “الهجرة العكسية”؟
عندما سُئل ترامب عن المقصود بهذا المصطلح، أوضح بلهجة مباشرة:
“هذا يعني طرد الأشخاص الموجودين في بلدنا. أريد خروجهم.”
مشيرًا إلى أن هناك “الكثير ممن لا يحق لهم التواجد في أميركا”، في إشارة واضحة إلى تصعيد جديد في الخطاب الموجّه ضد المهاجرين غير الشرعيين والوافدين من دول مصنّفة أمنيًا.
هجوم قرب البيت الأبيض يعيد ملف الهجرة للواجهة
تصريحات ترامب جاءت بالتزامن مع موجة جديدة من الانتقادات للمهاجرين، بعد الهجوم الذي استهدف قوات الحرس الوطني قرب البيت الأبيض، ما أعاد ملف الأمن والهجرة إلى دائرة السجال السياسي والإعلامي.
وفي هذا السياق، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن اعتقال مواطنين أفغانيين بتهم تتعلق بالإرهاب في 29 نوفمبر يكشف — على حد تعبيرها — أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن “أطلقت العنان لأزمة أمن قومي لا يمكن المبالغة في حجمها”، متهمة سياساته الحدودية بالتسبب في ثغرات خطيرة.
تقارير: آلاف الأفغان مصنّفون “تهديدًا محتملاً”
وفي تطور آخر، كشفت صحيفة نيويورك بوست نقلًا عن بيانات داخلية من وزارة الأمن الداخلي الأميركية، أن أكثر من 5000 أفغاني وصلوا إلى الولايات المتحدة منذ عام 2021 جرى تصنيفهم كـ “تهديدات محتملة للأمن القومي”.
هذه الأرقام — إن صحت — تضيف مزيدًا من الوقود إلى الخطاب المتشدد الذي يتبناه ترامب وفريقه بشأن ضرورة إعادة ضبط سياسة الهجرة.
تشديدات جديدة على التأشيرات الأفغانية
ومع تصاعد المخاوف الأمنية، أرسلت وزارة الخارجية الأميركية برقية عاجلة إلى جميع بعثاتها حول العالم، طالبت فيها بـ رفض طلبات التأشيرات المقدّمة من مواطنين أفغان بشكل شامل.
كما تم — عمليًا — تعليق برنامج التأشيرات الخاصة الذي يشمل المتعاونين الأفغان مع الجيش والمخابرات الأميركية منذ عام 2001، رغم وجود مئات الآلاف من الطلبات المعلّقة خارج البلاد.
انقسام داخلي يشتدّ مع اقتراب الاستحقاقات السياسية
خطاب ترامب الأخير يعكس عودة قوية لنبرة التشدد في ملف الهجرة، وهو ملف لطالما استخدمه لحشد قاعدته السياسية. وفي المقابل، تواجه إدارة بايدن انتقادات متزايدة نتيجة الضغط الأمني وارتفاع أعداد الوافدين، ما يجعل ملف الهجرة أحد أبرز القضايا الساخنة في المشهد السياسي الأميركي.
وبين “الهجرة العكسية” التي يطرحها ترامب، والقيود الجديدة على التأشيرات من جانب الإدارة الحالية، يبدو أن الولايات المتحدة مقبلة على مرحلة أكثر صرامة وانقسامًا في سياسات الهجرة، وسط بيئة أمنية وسياسية مشحونة ومتغيرة.





