بغداد تتحرك لحسم الرئاسات الثلاث قبل المدد الدستورية

المستقلة/- تشهد الساحة السياسية العراقية، بعد الانتخابات الأخيرة، حركة واسعة ومكثفة بين مختلف القوى والكتل الفائزة، وسط توقعات بحسم ملف “الرئاسات الثلاث” قبل المدد الدستورية المحددة، وذلك نتيجة الانسجام النسبي والهدوء الذي يسود المفاوضات بين الكتل.

لقاءات نوري المالكي وتعزيز التواصل المحلي

في هذا السياق، استقبل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، محافظي ديالى والبصرة، حيث جرى تبادل التهاني بنجاح الانتخابات ومناقشة أداء الدوائر الحكومية والمشاريع الخدمية والتنموية، إلى جانب معالجة التحديات التي تواجه الإدارات المحلية. وأكد المالكي حرصه على دعم الجهود التي تسهم في تطوير المحافظات وتعزيز التعاون بين الحكومة المركزية والإدارات المحلية لتحقيق تطلعات المواطنين.

استحقاق الكتل وأولوية “الكتلة الأكبر”

عضو ائتلاف دولة القانون، عباس الموسوي، أوضح أن أغلب اللقاءات بين الكتل السياسية تركز على التأكيد على استحقاقات كل كتلة، خصوصاً استحقاق “الكتلة الأكبر” التي ينتظر الاتفاق على مرشحها بين الأطراف الكردية، باعتباره مفتاحاً لبقية الاستحقاقات. وأشار الموسوي إلى أن الحوار مستمر أيضاً مع الكتل السنية لضمان توافق شامل حول المرشحين للمناصب الرئاسية والتنفيذية.

تفاهمات سطحية وضبابية سياسية

رغم هذه الحوارات، يرى المحلل السياسي مخلد حازم أن التفاهمات بين الأطراف السنية لا تزال سطحية، مع وجود غموض حول اختيار رئيس مجلس النواب، مشيراً إلى أن محمد الحلبوسي قد يرشح نفسه لهذا المنصب، وأن وضوح المعالم قد يظهر خلال الأيام المقبلة.

مداولات دستورية متقدمة

وأشارت أستاذة القانون الدولي، منال فنجان، إلى أن اختيار الرئاسات الثلاث قد يتم قبل المدد الدستورية، لافتة إلى الهدوء النسبي في المفاوضات مقارنة بالدورات السابقة، واعتبرت أن هذا يعكس شعوراً عالياً بالمسؤولية وخطورة المرحلة، بالإضافة إلى أهمية تقديم صورة إيجابية للجمهور الذي شارك بكثافة في الانتخابات.

مواقف متعددة وتعقيدات المكونات

وفي ظل المشهد الحالي، تؤكد قيادات سياسية عدة على ضرورة مراعاة التوازن بين المكونات، بما فيها المناصب السيادية والتنفيذية، إذ شدد قيادي الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو على أن رئاسة الجمهورية تظل استحقاقاً كردياً لا يمكن تجاوزه، بينما شدد المحلل الكردي ريبين سلام على أن أي محاولة لإسناد المنصب لمكون آخر تُعدّ مخالفة للمعايير السياسية المتفق عليها.

من جانبه، أشار المتحدث باسم ائتلاف النصر عقيل الرديني إلى أن القرارات المتعلقة بمنصب رئيس الوزراء ستُتخذ ضمن الإطار التنسيقي وفق توافق الأغلبية، مع إجراء زيارات ميدانية للكتل السنية والكردية لإجراء حوارات أولية حول المناصب الرئاسية والتنفيذية.

استنتاجات المرحلة

يبقى المشهد السياسي العراقي في حالة حراك دؤوب بين التوافقات والتحفظات، حيث تحاول الكتل تحقيق توازن بين مصالح المكونات المختلفة، بينما يبرز الرأي العام اهتماماً بالغاً بعملية تشكيل الحكومة القادمة وحسم الرئاسات الثلاث. ويبدو أن مرحلة ما بعد الانتخابات ستشهد مزيجاً من الانسجام الجزئي والتحديات، خصوصاً في ظل الخلافات الكردية الداخلية وتعقيدات التحالفات السنية، مع توقع أن يتم حسم الاستحقاقات قريباً بما يعكس نضجاً سياسياً بعد ست دورات انتخابية متتالية.

زر الذهاب إلى الأعلى