
ليث شبر: العراق بحاجة إلى شراكة قوة مع الولايات المتحدة لا إلى علاقة تبعية
المستقلة / بغداد – أكد الباحث والمفكر السياسي الدكتور ليث شبر أن مستقبل العراق واستقراره السياسي والاقتصادي والأمني لن يتحقق إلا من خلال شراكة استراتيجية دائمة مع الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على مبدأ القوة لا التبعية، مشددًا على أن “العزلة والشعارات الأيديولوجية لن تبني دولة قوية”.
وقال شبر في مقالٍ تحليلي باللغة الإنجليزية، ترجمته «المستقلة»، إن العلاقة مع واشنطن تمثل فرصة لبناء دولة حديثة قادرة على توظيف التكنولوجيا والمعرفة والاقتصاد المنتج، وليس عبئًا كما يصورها البعض، موضحًا أن الولايات المتحدة “ليست وصيًا على العراق بل شريكًا استراتيجيًا يوفر البيئة الدولية لإعادة بناء مؤسسات الدولة”.
وأضاف أن “العراق بحاجة إلى حليف قوي ودائم يمتلك أدوات الردع والتأثير العالمي”، لافتًا إلى أن وجود الولايات المتحدة كشريك رئيسي يمكن أن يحقق توازنًا حقيقيًا في علاقات العراق الإقليمية، ويمنحه القدرة على اتخاذ قراراته بعيدًا عن الضغوط الخارجية.
وفي الجانب الأمني، شدّد شبر على أن استقرار الدولة العراقية لن يتحقق “طالما تتنازع القوى المسلحة غير المنضبطة على الجغرافيا والسلطة”، داعيًا إلى تطوير التعاون الأمني والفني والاستخباري مع واشنطن لبناء مؤسسات أمنية محترفة قادرة على فرض القانون. وأوضح أن القوة الحقيقية “تكمن في احتكار الدولة للسلاح ضمن إطار قانوني ومؤسسي”.
أما في الجانب الاقتصادي، فقد رأى شبر أن الولايات المتحدة هي البوابة الأساسية للاستثمار الدولي، مؤكدًا أن الشركات الأمريكية تمتلك الإمكانات لتطوير قطاعات النفط والطاقة والغاز والزراعة الحديثة في العراق، شرط توافر الإرادة السياسية في بغداد لتحويل الاقتصاد من مجال للمساومات الحزبية إلى فضاء للفرص الوطنية.
وأشار إلى أن مفهوم “السيادة” لا يتحقق بالعزلة، بل من خلال تحالفات ذكية تضمن للعراق قوة الردع وحرية القرار، منتقدًا الأصوات التي ترفض الشراكة مع واشنطن تحت شعار الاستقلال الوطني، قائلًا إن “السيادة لا تُصان بالشعارات، بل بالتحالفات التي تعزز الدولة وتمنحها القدرة على قول كلمتها”.
وختم الدكتور شبر مقاله بالتأكيد على أن الخيار الحقيقي أمام العراق اليوم هو بين البقاء رهينة للفصائل والولاءات العابرة للحدود، أو التوجه نحو بناء دولة حديثة منفتحة على العالم عبر شراكة استراتيجية متوازنة مع الولايات المتحدة، مضيفًا:
“إن عراقًا قويًا لا يُبنى بالشعارات، بل بالقوة والمعرفة والتحالفات الذكية التي تصنع الدولة وتؤمّن سيادتها.”





