
تلوث قياسي يضع بغداد في القمة عالمياً
المستقلة /- تشهد مدينة بغداد أزمة بيئية غير مسبوقة بعد تصاعد كثيف للسحب الدخانية لليوم الثاني على التوالي، ما أدى إلى تدهور خطير في جودة الهواء وارتفاع مستويات التلوث إلى معدلات مقلقة تهدد الصحة العامة والحياة اليومية للمواطنين.
وللمرة الأولى في تاريخها، تصدّرت العاصمة العراقية قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم، بحسب المؤشر العالمي لجودة الهواء، متقدمة على مدن لطالما عُرفت بمعدلات تلوث مرتفعة، حيث جاءت العاصمة الهندية نيودلهي في المرتبة الثانية، فيما حلت العاصمة البنغلاديشية دكا في المركز الثالث.
وأثارت هذه الأرقام صدمة واسعة في الأوساط الشعبية والبيئية، وسط مخاوف من تداعيات صحية خطيرة، خصوصاً على الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي، في وقت اشتكى فيه المواطنون من صعوبة التنفس، وازدياد حالات الاختناق، وتهيج العيون، وانتشار الروائح الخانقة في مختلف مناطق العاصمة.
ويرجع مختصون أسباب هذه الكارثة البيئية إلى عدة عوامل، أبرزها حرق النفايات بشكل عشوائي، والانبعاثات الناتجة عن المولدات الأهلية والمركبات القديمة، إضافة إلى العواصف الترابية وقلة المساحات الخضراء وغياب الرقابة البيئية الفاعلة.
وفي ظل هذا الواقع، تتصاعد الدعوات إلى تدخل حكومي عاجل لوضع حلول جذرية، تشمل فرض رقابة صارمة على مصادر التلوث، وتفعيل القوانين البيئية المعطلة، وزيادة التشجير، وتطوير منظومات النقل والطاقة النظيفة، قبل أن تتحول بغداد إلى مدينة مهددة بيئياً بشكل دائم.
ويبقى السؤال الملح: إلى متى ستبقى صحة المواطنين رهينة الإهمال البيئي، وأين دور الجهات المعنية في إنقاذ بغداد من هذا الاختناق القاتل؟






