
العراق يشهد حراكاً سياسياً واسعاً نحو تشكيل الحكومة المقبلة
المستقلة/- يشهد المشهد السياسي العراقي خلال الفترة الحالية حركة مكثفة تقودها مختلف القوى السياسية، بهدف التوصل إلى تفاهمات واضحة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، وسط تسارع الاجتماعات الثنائية والجماعية بين الأطر والتحالفات السياسية. ويأتي “الإطار التنسيقي” في قلب هذا الحراك، حيث كثف لجانه المختصة اجتماعاتها لبلورة رؤية موحدة لاختيار مرشح رئاسة الوزراء، بينما تواصل القوى السنية والكردية مشاوراتها لرسم مواقف مشتركة تضمن استقراراً سياسياً يحفظ الشراكة الوطنية.
وفي هذا السياق، استقبل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، رئيس ائتلاف الوطنية، الدكتور إياد علاوي، والوفد المرافق له، حيث تم البحث في نتائج الانتخابات والمرحلة التالية لها، إضافة إلى مفاوضات الأطراف السياسية لتشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة.
وقال المتحدث الرسمي لتحالف “خدمات”، الدكتور حسام الربيعي، إن المشهد السياسي يشهد حراكاً واسعاً ومفاوضات جدية بعد تكثيف الاجتماعات بين المكونات السياسية، موضحاً أن لجان الإطار التنسيقي أنهت بلورة معايير مهنية تعتمد على الكفاءة والخبرة والقدرة على إدارة الملفات الاقتصادية والأمنية، إضافة إلى امتلاك المرشح للقدرة على بناء تفاهمات مع مختلف الأطراف. وأشار إلى وجود أرضية مشتركة واسعة بين القوى المختلفة، لاسيما فيما يتعلق بملفات إدارة الثروات الطبيعية والعلاقة بين المركز والإقليم، إضافة إلى ضرورة تشكيل حكومة تمتلك برنامجاً عملياً للتعامل مع التحديات الاقتصادية وتحريك المشاريع المتوقفة.
من جهتها، أكدت الناطقة الرسمية لحزب “الاتجاه الوطني”، أسماء الحسن، على ضرورة اختيار شخصية وطنية مستقلة لرئاسة الحكومة، قادرة على تقديم برنامج عملي يخدم جميع العراقيين، بعيداً عن أي ضغوط إقليمية أو دولية، مشددة على أهمية متابعة مسار التحالفات السياسية واللقاءات المرتقبة بين القيادات الأساسية لوضع اللبنات الأولى لتشكيل حكومة متوازنة.
وأشار القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفا محمد، إلى أن مرحلة ما بعد الانتخابات شهدت استمرار الزيارات والحوارات السياسية الجادة، لافتاً إلى أن منصب رئاسة الجمهورية لم يُحسم بعد، وأن التوافق بين الحزبين الكرديين (الديمقراطي والاتحاد الوطني) يتطلب توحيد المطالب القومية والالتزام بالشراكة الحقيقية، مع التأكيد على أن حسم منصب الرئيس مرتبط باختيار رئيس الوزراء.
ويبرز الحراك السياسي الحالي في العراق كفرصة لإعادة صياغة منظومة العمل الحكومي على أساس الشراكة الوطنية، مع ترجيح أن تشهد الأيام المقبلة تقدماً ملموساً في ملف اختيار رئيس الوزراء، تمهيداً لإطلاق حكومة قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية بثبات ومسؤولية.





